الأخبار: المشرق العربي-

قوبل الإعلان، قبل أسابيع، عن تشكيل «المجلس الإسلامي العلوي في سوريا والمهجر»، والذي يضم مجلسين، الأول ديني والثاني تنفيذي، برفض شعبي في أوساط أبناء الطائفة العلوية، ولا سيما أنّهم لم يتبلغوا بالخبر مسبقاً، بل علموا به من خلال البيان الذي نُشر على صفحة «الملتقى الإسلامي العلوي» عبر تطبيق «فايسبوك».

 

وتواصلت «الأخبار»، آنذاك، مع خمسة من مشايخ الطائفة العلوية في اللاذقية وريفها وطرطوس وحمص ودمشق، حيث أكدوا جميعهم عدم معرفتهم المسبقة بتشكيل المجلس، واصفين هذا الإجراء بـ«التصرف الفردي المستعجل» من قبل الجهة التي أعلنت عنه.

 

أما الشيخ غزال غزال، وهو مفتي اللاذقية الذي يترأس، طبقاً للبيان، المجلس، فظل «خارج التغطية» حتى لحظة كتابة التقرير.

 

وعليه، علمت «الأخبار»، من مشايخ اللاذقية وجبلة، بانعقاد اجتماع «تشاوري وتحضيري»، ضمّ وجهاء من مشايخ الطائفة العلوية وحكمائها في المناطق المشار إليها، وهو بمثابة «خطوة أولى»، تسبق التحضير لعقد انتخابات «المجلس الإسلامي العلوي» على مستوى سوريا، ينتخب بموجبها أبناء الطائفة ممثليهم في المجلس.

 

وطبقاً للمصدر نفسه، أفضى الاجتماع إلى رسم آلية عمل المجلس في اللاذقية، وحصرها في العمل التنموي والإغاثي والديني، بهدف «تنظيم شؤون أبناء الطائفة».

 

وتقترن التطورات الأخيرة بجملة من التحديات تواجهها الطائفة العلوية التي تحاول لملمة صفوفها، وسط غياب أي مرجعيات ذات سلطة أو نفوذ في البلاد.

 

وفي حين أنّ التصور السائد هو أنّ جميع العلويين استفادوا من رأس السلطة الحاكمة سابقاً، إلا أنّ الواقع على الأرض يكشف أنّ عدداً كبيراً منهم في حالة يرثى لها، فيما يعيش بعضهم الفقر المدقع.

 

تتعرض عملية تأسيس المجلس لضغوط غير مباشرة من السلطة السورية الجديدة


وجنباً إلى جنب الاجتماع التشاوري في اللاذقية، أكّدت بعض المصادر، في حديث إلى «الأخبار»، أن اجتماعاً تشاورياً آخر عُقد في طرطوس أخيراً، ضم 60 شخصية دينية من المشايخ والوجهاء العلويين في المدينة.

 

أمّا الهدف منه، فهو التنسيق لتشكيل مجلس علوي مصغّر في طرطوس، ليصار إلى تشكيل مجالس فرعية مماثلة في المحافظات السورية الأخرى.

 

وتردف المصادر أنّ الأسماء باتت جاهزة وحظيت بإجماع في طرطوس، على أن يتم الإعلان عنها قريباً، مشيرةً إلى أنّ مسوّدة النظام الداخلي للمجلس العلوي باتت جاهزة أيضاً، وستتم مناقشتها بعد الانتهاء من تشكيل المجالس الفرعية في المحافظات.

 

وكما كان متوقعاً، تتعرض عملية تأسيس المجلس، بحسب المصادر نفسها، لضغوط غير مباشرة من السلطة السورية الجديدة.

 

من جهتهم، يستبشر بعض أبناء الطائفة العلوية خيراً بإمكانية تأسيس «المجلس الإسلامي العلوي».

 

وفي السياق، يقول علي، وهو أحد أبناء الطائفة، في حديث إلى «الأخبار»، إنّ المطالب الشعبية الموجهة إلى المجلس تتمثل في وقف الانتهاكات التي تزداد يوماً بعد آخر، والضغط على السلطة الجديدة لعدم لصق جرائم النظام بالطائفة، والوقوف بوجه تسريح الموظفين، بعدما كانت الشريحة الكبرى التي طاولتها تلك الظاهرة من العلويين، في وقت تعيش فيه هذه البيئة حالة من الخوف والاحتقان، نتيجة الاعتداءات والجرائم التي تعرّض لها أبناؤها في أعقاب سقوط نظام الأسد.