""إرتفع منسوب التوتر لما ستؤول إليه الأمور في الأيام المقبلة على الجبهة والجنوبية في ضوء إعلان الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله، عن أن "الردّ آتٍ والحساب عسير"، ولكن من دون أن تتبلور الصورة الفعلية لميدان الصراع بين الحزب وإسرائيل، وما إذا كانت الحرب الموسّعة أو الضربات الأمنية وفق قواعد اشتباك متفلتة من أي ضوابط.ويناقش النائب السابق الدكتور فارس سعيد المشهد الميداني معتبراً أنه يوماً بعد يوم، يتبيّن أن "حزب الله"، غير قادر على الذهاب إلى ردّ أو أي عملية عسكرية، من دون ضوء أخضر إيراني. وفي حديثٍ ل""، يكشف الدكتور سعيد، أنه بما أن إيران تفاوض الولايات المتحدة الأميركية وبما أنها تترقب نتائج الإنتخابات الأميركية وتراهن على سقوط دونالد ترامب، فهي لن تُنهي المفاوضات قبل ظهور نتائج هذه الإنتخابات، فإن الحزب "سيتلقى ولوحده، ضربات نتنياهو، الذي تفلّت عملياً من الضغوط الأميركية، بمعنى أن الحزب وقع ضحية التفاهم الأميركي- الإيراني وبشكل واضح تخلّي إيران عنه في هذه المرحلة".وعن الحرب التي بدأت طبولها تقرع في الجنوب، يرى سعيد أن "التطور الوحيد اليوم، هو أنه ليس هناك أي رادع لنتنياهو وهذا ما يعرفه ويدركه الحزب تماماً، وبالتالي ليس هناك من أي إمكانية للرد وفق ما يريده الحزب لوحده بمعزل عن إيران، ما يعني أن الحزب وحيد في المواجهة، بعدما سقطت وحدة الساحات".ويقول سعيد إن "الإعتبار السائد كان أن إسرائيل لن تُقدم على توسيع الحرب من دون دعم أميركي، والحزب لن يوسّع الحرب من جهته من دون ضوء أخضر إيراني، ولكن ما حصل اليوم، هو أن إسرائيل قد تحررت من الضغط الأميركي بسبب دخول واشنطن في مدار الإنتخابات الرئاسية، وبالتالي، لإن إيران لا تريد الردّ على ضربات إسرائيل الأخيرة".ويخلص سعيد إلى أن الحزب لم يعد قادراً على الإستناد إلى "محور" في حربه مع العدو الإسرائيلي، لأن "إيران لا تريد توسيع الحرب، وعليه، فإن الأمرة إيرانية على سلاح الحزب فيما الأمرة على سلاح نتنياهو، ليست أميركية في الوقت الحالي". وعن واقع التضامن السياسي العام الذي سُجّل بعد ما تعرض له الحزب من ضربات بعد تفجير أجهزة اتصالاته، يشير سعيد إلى "الإنتهازية السياسية لدى بعض المتضامنين مع الحزب" معتبراً أن "التضامن شيء والإنتهازية السياسية شيء آخر"، مشيراً إلى أن "المرشحين إلى رئاسة الجمهورية أو إلى النيابية أو إلى الوزارة، هم أول المتضامنين".