"" - فادي عيدمع ازدياد شراسة الضربات الإسرائيلية واتساع قاعدة استهدافاتها، لم يعد الحديث عن "معارضة" غربية، وتحديداً أميركية، لسيناريو الحرب الموسّعة أو الحرب الشاملة، جدياً أو مقبولاً في أية أوساط ديبلوماسية سواء على المستوى الدولي أو على المستوى الإقليمي، وأيضاً على المستوى السياسي اللبناني، ذلك أن ما يشهده لبنان اعتباراً من عصر الثلثاء الماضي، لا يمكن وصفه إلاّ بالحرب المعلنة من إسرائيل على لبنان واللبنانيين.فالحرب التي لم "تُعلَن" بشكل رسمي، تتوسّع باضطراد وترتفع مروحة اعتداءاتها في الضاحية الجنوبية على وجه الخصوص، لأن ما يجري منذ أيام هو حرب شاملة على كل الأراضي اللبنانية، وليس فقط توسيعاً للعمليات العسكرية على الجبهة الشمالية كما أعلن الإسرائيليون وبشكل واضح أخيراً.في المقابل، لا ينسجم إعلان الرئيس جو بايدن عن مسعاه لإعادة سكان جنوب لبنان وشمال إسرائيل إلى بيوتهم، مع خطاب الديبلوماسية الأميركية، في ضوء إعلان البنتاغون مساء أمس، عن إرسال حاملة الطائرات "يو إس إس. هاري ترومان"، مجدداً إلى الشرق الأوسط، وذلك من دون إهمال الموقف الأخير الذي أتى على لسان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الذي أعلن التزام الولايات المتحدة الأميركية بالدفاع عن إسرائيل، وهو موقف أميركي يتكرّر منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول الماضي، عندما زار الرئيس بايدن إسرائيل، وأكد أنه لن يسمح بأن "يتمّ تهديدها".وإذا كانت إدارة بايدن ترفض الحرب الإسرائيلية الموسعة على لبنان، فهي تؤكد في الوقت ذاته، وعبر مسؤولين في مركز القرار، أنه عندما تصل المسألة إلى حدود "الصراع الحقيقي، حتماً الولايات المتحدة ستكون في صف إسرائيل".ويقرأ وزير سابق في الحرب الحالية، معركةً غير تقليدية، لأن الإعتراض الأميركي يقتصر على العملية البرّية الإسرائيلية في جنوب لبنان، ولكن في الوقت نفسه، فإن واشنطن جدّدت عقود الأسلحة لإسرائيل منذ نحو أسبوع، في مؤشّرٍ على الدعم المباشر وفي المجال التكنولوجي، لإسرائيل التي باتت تذهب بعيداً في مثل هذه العمليات، وذلك في الوقت الذي يكتفي فيه الحزب، بتنفيذ عمليات تقليدية، على الأقل حتى صباح الأمس، حيث كان يركِّز على استهداف المراكز العسكرية فقط، وتفادي قصف المدنيين أو الأهداف المدنية، وبالتالي، تفادي الحرب الواسعة لاعتبارات متعددة، بعضها سياسي وبعضها عسكري وبعضها اجتماعي، ويأتي في مقدّمها عدم السماح بتهجير المزيد من المواطنين من قرى الجنوب.