اربعة ايام لانتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الاميركية والتي تترقبها كل الدول وتحديدا ايران و«اسرائيل» بما يعني المنطقة حيث حسابات كل من طهران و«تل ابيب» ستبنى وفقا للمرشح الذي سيفوز، سواء الرئيس السابق دونالد ترامب ام كامالا هاريس. والمعروف ان ترامب لا يتقبل الهزيمة في حال خسر وعليه قد تكون اميركا معرضة لاحداث داخلية حتى كانون الثاني. وفي حال فوزه، فان رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يعول على تعاون كبير مع ترامب في الصراع الدائر في لبنان وغزة.


اما حول العدوان الاسرائيلي المتواصل على لبنان، كشفت مصادر عسكرية عربية للديار ان «اسرائيل» تسعى الى دفع حزب الله للقبول باتفاق مذل لوقف اطلاق النار من خلال القصف العنيف والضربات الموجهة الا ان الوقائع على الارض بددت «امالها» واظهرت قوة حزب الله في الميدان. فان الحزب اظهر قدرة كبيرة على المناورة ومن ثم توجيه ضربة للقوات «الاسرائيلية» دون ان تتمكن الاخيرة من الوصول الى نقاط وجوده. علاوة على ذلك، عبر التكتيكات القتالية غير التقليدية، استطاع مقاتلو المقاومة من نصب كمائن للقوات الاسرائيلية وقتل 95 جنديا اسرائيليا فضلا عن اطلاق صواريخ من مواقع سرية كبدت جيش الاحتلال خسائر هائلة ما شكل حالة احباط عند هيئة اركان جيش العدو. وبذلك انقلب السحر على الساحر. والحال ان اليوم الجيش الاسرائيلي يعيش حالة ذل وتخبط في الاهداف في حين ان حزب الله حقق انجازات عسكرية الامر الذي سيدفع بالكيان الصهيوني الى مراجعة حساباته حول العملية البرية في الجنوب.


وخير دليل على ذلك، ان الجنود الاسرائيليين يفشلون في كل مرة يتقدمون فيها على الحدود الجنوبية اللبنانية حيث يواجهون مقاومة عنيفة من حزب الله تسفر عن مقتل عدد كبير في صفوف الجنود. ويعود هذا الفشل نتيجة صعوبة رسم خريطة دقيقة لتمركز قوات حزب الله، وفقا لصحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية. اضف على ذلك، ورغم سعي القادة الاسرائيليون إلى تقييد تحركات حزب الله غير انهم عجزوا عن تحقيق هذا الهدف لان مقاتلي حزب الله يتمتعون بمرونة عالية ويستطيعون التأقلم مع الظروف الميدانية المتغيرة بسرعة، ما جعل الجيش الاسرائيلي يواجه صعوبات كبيرة في تعقبهم.


وفي هذا المجال، قالت مصادر مطلعة للديار انه على الرغم من الغارات الجوية المكثفة والقصف المستمر، يحتفظ حزب الله بنقاط سيطرة قوية في الجنوب، معتمدًا على خبرته العسكرية وتجهيزاته في تلك المنطقة التي تضم شبكة من الأنفاق ومخازن الأسلحة المتقدمة.


وعلى صعيد فشل المبادرة الاميركية لوقف اطلاق النار بين لبنان والكيان الصهويني ، اعتبرت اوساط سياسية بارزة في حديثها للديار ان زيارة المبعوث الاميركي اموس هوكستاين الى «اسرائيل» اتت في الوقت الضائع مشيرة الى انه كان من المتوقع ان لا يتخذ نتنياهو اي قرار في الوقت الحالي لانه ينتظر نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية.


 


انذار فرنسي


اما اللافت والذي ينذر من ان لبنان قد يكون مقبلا على مرحلة خطيرة هي تشاؤم فرنسا للمرة الاولى من ان وقف العدوان الاسرائيلي على لبنان قد يكون امرا معقدا وصعبا حيث كشفت اوساط ديبلوماسية فرنسية ان نتنياهو ربط وقف الحرب على الجبهة اللبنانية تحت شرط واحد وهو حصول اتفاقية تطبيع مع الدولة اللبنانية. هذا الكلام قاله نتنياهو بنفسه للفرنسيين وكرر ان امن «اسرائيل» ياتي اولا ومن ثم تطبيق القرار 1701.


وتعليقا على ما ذكر اعلاه، رأى مصدر مطلع ان نتنياهو في حالة هذيان اذا كان يعتقد ان هناك 1% من احتمال التطبيع مع لبنان ذلك ان المقاومة والدولة اللبنانية وشعبها من المستحيل ان يمدوا يدهم الى كيان اغتصب فلسطين وشن هجومات متوحشة على اللبنانيين وعلى قراهم. وتابع المصدر ان اللبنانيين على دراية ان الكيان الصهيوني لديه مخطط توسعي بقضم اراض لبنانية واراض عربية اخرى ولن يحصل يوما سلام مع كيان شاذ. بيد ان الشعب اللبناني كله كرامة ووطنية ولا يستسلم امام غطرسة الاسرائيلي فضلا ان اي قرار ينتهك السيادة اللبنانية وعنفوان الشعب اللبناني سيكون تحت اقدام المقاتلين الشجعان من المقاومة.


 


مرحلة انتقالية في اميركا: لبنان في دائرة الخطر


في غضون ذلك، هناك مرحلة انتقالية للرئيس الاميركي المنتخب ليتسلم الحكم رسميا وهو في كانون الثاني وعليه قد تكون هذه المرحلة خطيرة جدا على لبنان. فان هذه الفترة الضائعة على الارجح ستنتهزها الحكومة «الاسرائيلية» المتطرفة التي ستزداد عنفا ودمارا منذ هذا التاريخ حتى كانون الثاني من السنة الجديدة وفقا لخبير عسكري رفيع المستوى. واشار هذا الخبير العكسري الى ان القصف المتوحش الذي ينفذه الطيران المعادي على الجنوب والبقاع والضاحية اضحى واضحا انه لا ينخرط ضمن اهداف عسكرية بل اجتماعية وطائفية لاشعال الفتنة داخل المجتمع اللبناني الواحد. فالغارات على بعلبك وصور والنبطية هدفها ضرب مقومات الحياة في هذه المدن وغيرها وجعل عودة اهالي هذه القرى امرا صعبا بعد ان دمرت بيوتهم بالكامل. علاوة على ذلك، يحاول المسؤولون الاسرائيليون دفع الشعب اللبناني على الثورة على حزب الله في حين ان هذه المحاولات قد اثبتت فشلها مرارا وتكرارا.


اما لتوقف «اسرائيل» عملياتها، فيجب ان تتعرض لضغط اميركي ودولي وفقا للمصدر العسكري في حين ان الكيان الصهيوني يدرك انه يحظى بتغطية اميركية واطلسية وعربية وعليه سيواصل هذا الكيان توجيه ضربات بشكل متقطع على لبنان وعلى مقاومته وعلى الطائفة الشيعية الى ان يتسلم الرئيس الاميركي الجديد الحكم فعليا في اول شهر من السنة الجديدة.


 


مقتل 95 جنديا اسرائيليا واصابة 900 اخرين واحتراق 42 دبابة ميركافا


في المقابل، يواصل حزب الله ضرب جيش الاحتلال كما انه في صدد توجيه ضربة موجعة للجنود «الاسرائيليين» . ذلك ان القوات «الاسرائيلية» تواجه مقاومة شرسة من حزب الله بريا واخرها في الخيام حيث تمكنت المقاومة من التصدي لها عبر خمسة محاور وتكبيدها خسائر في الارواح والعتاد فضلا عن قيام الحزب بـ 63 عملية في الشمال «الاسرائيلي» خلال الايام الثلاثة الاخيرة وصلت الى عمق 105 كلم. وعليه، ارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء العملية البرية لجيش الاحتلال حيث قتل 95 جنديا و900 جريح اضافة الى احتراق 42 دبابة ميركافا. وفي السياق ذاته، وبالرغم من المساعدات المالية الاميركية للكيان الصهيوني التي وصلت الى 66 مليار دولار من اجل العدوان على غزة ولبنان الا ان الجيش «الاسرائيلي» للمفارقة لم يتمكن من احتلال قرية لبنانية واحدة. ذلك ان مقاتلي المقاومة بروحهم العالية ومعنوياتهم المرتفعة يخوضون اشرس المعارك بتكتيكات عسكرية اعاقت تقدم جيش الاحتلال.


 


وسائل اعلام عبرية تفضح نتنياهو


الى ذلك، يحاول رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو التعتيم على الخسائر التي مني بها جيشه والاضرار المعنوية التي يشهدها الجنود الاسرائيليون ولكن وسائل اعلام عبرية فضحت نتنياهو وافادت عن التداعيات الهائلة على الجيش «الاسرائيلي» والاحتياط بعد 13 شهرا من القتال وخاصة في العملية البرية التي واجه فيها الجيش حزب الله وتفاجأ بقدرة المقاومة العسكرية والقتالية في ردعه والتصدي له.