تستمر المعطيات المحيطة بالواقعين السياسي والعسكري في غاية السوداوية، رغم التحديات والمواعيد الداخلية والخارجية، حيث يستمر العدوان "الإسرائيلي" بلا ضوابط أو ضغوط خارجية للجم، بعد فشل مفاوضات وقف إطلاق النار.في هذا السياق، يقول النائب سيمون أبي رميا في حديث لـ"الديار"، إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتعامل مع موضوع المفاوضات مع لبنان كما تعامل سابقاً مع غزة، حيث شهدنا دوماً جولات مفاوضات تصدر أجواء إيجابية، لنكتشف لاحقاً أن نتنياهو كان يناور لمتابعة القضاء على حركة حماس في غزة".ويشير إلى أن "هذا النهج يتواصل أيضاً بمفاوضات وقف إطلاق النار مع لبنان، لذا عندما وافق الرئيس نبيه بري على الاقتراح الذي قدمه الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، وكذلك بعد الموافقة اللبنانية على الاقتراح الأميركي-الفرنسي خلال الجمعية العمومية في نيويورك، كان الجميع بانتظار رد نتنياهو. لكنه في المرة الأولى شهدنا اغتيال السيد حسن نصر الله، وفي المرة الثانية كان رد نتنياهو بأنه ليس لديه مهلة زمنية، بل أهداف يريد تحقيقها".ويوافق أبي رميا على، أن الوضع يتجه نحو المجهول، لكنه يكشف أن "هذا المجهول قد يرتبط بالاستحقاق الرئاسي وبالإدارة الأميركية الجديدة، حيث من الواضح أن الوضع لن يتغير يوم الانتخابات، لأن الإدارة الجديدة، سواء فاز ترامب أو هاريس، لن تتولى زمام الأمور إلا في 20 كانون الثاني المقبل، مما يعني أنه مع يوم تنصيب الرئيس الجديد، يمكن أن يبدأ البحث في إمكانية الضغط من قبل الأميركيين على "إسرائيل" لوقف عدوانها على لبنان".وعن إعلان وزير الخارجية عبد الله بوحبيب بأن المفاوضات لا تزال قائمة للوصول إلى وقف النار، يشير إلى أن "نتنياهو هو صاحب القرار حتى هذه اللحظة، وفي غياب أي قرار أو تحرك جدي أميركي للضغط عليه، فإنه يضع هذه الحرب تحت عناوين تتعلق بالتورات وحرب القيامة، مما يدل على أن الأمور لا تأخذ طابعاً عسكرياً تقنياً فقط، بل يضعها تحت شعارات تتناغم مع الوجدان اليهودي. مع هذا المنحى، فإن الأمور ستتجاوز المفاوضات التي تعتمد على المنطق".وفيما يخص الحراك السياسي، يقول أبي رميا إن "اللقاءات مع نواب كتلة الوفاء للمقاومة تأتي في إطار الحراك النيابي بعد العدوان والنكسات الكبيرة التي تعرض لها حزب الله، وعلى رأسها اغتيال السيد حسن نصر الله وغياب المسؤولين عن الحزب. قد يكون لديهم توجه للتواصل، وكان لديهم القرار بالتواصل مع الكتل النيابية لتأكيد وجودهم السياسي والنيابي ودورهم في المعادلة السياسية في لبنان، وكذلك لمد الجسور مع كل القوى النيابية لوضعها في أجواء ما يحدث على الأرض، فالتواصل إيجابي وهو يصب في مصلحة لبنان".وعن الذكرى الثالثة للفراغ الرئاسي، يشير أبي رميا إلى "ترحيل هذا الاستحقاق إلى ما بعد العدوان، ولكن رغم ذلك، لا شيء يمنع من العمل للوصول إلى انتخاب الرئيس في أسرع وقت ممكن، لأن الأمور لن تستقيم في لبنان إلا من خلال انتخاب رئيس الجمهورية، وهو رأس الهرم الدستوري والإداري في لبنان، من أجل انتظام الحياة العامة والدستورية. من الواضح أننا نتجه نحو سلة متكاملة من انتخاب رئيس جمهورية، مع تحديد شكل الحكومة ورسم خارطة الطريق السياسية التي ستُعتمد، بالإضافة إلى خارطة طريق لإنقاذ لبنان على المستوى الاقتصادي بعد الانهيار الأخير. لذا نتمنى أن تكون المسافة قصيرة، رغم أنه كان يجب انتخاب الرئيس والقيام بواجباتنا الدستورية، لكن بسبب التعنت والفيتو المتبادل بين القوى المؤثرة، وصلنا إلى هذا الفراغ الرئاسي المميت منذ عامين".وتواجه لبنان أزمة مستمرة تتعقد يوماً بعد يوم، حيث فشلت محاولات وقف إطلاق النار في إرساء الهدوء في البلاد. يأتي هذا الفشل في ظل تصاعد التوترات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، مما يعكس واقعاً مأساوياً يتسبب في المزيد من التوترات الداخلية والخارجية.