تواترت إشارات متضاربة من المسؤولين الإسرائيليين بشأن إمكانية إحراز تقدم في المفاوضات الرامية إلى وقف الحرب في لبنان، في وقت يواصل فيه الجيش الإسرائيلي توسيع عملياته العسكرية في جنوب لبنان الذي يعاني من أزمات اقتصادية وسياسية خانقة.وفي تصريحات جديدة، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، يوم الثلاثاء، أن إسرائيل لن تقبل بوقف إطلاق النار في لبنان في الوقت الراهن. وقال في منشور على منصة "إكس": "في لبنان لن يكون هناك وقف لإطلاق النار. سنواصل ضرب حزب الله بكل قوتنا." هذه التصريحات تأتي بعد تصريحات سابقة لوزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر، الذي كشف عن إحراز "بعض التقدم" في المفاوضات مع الجانب الأميركي للوصول إلى وقف لإطلاق النار.وفي السياق نفسه، أعرب عضو الكنيست الإسرائيلي السابق عن حزب الليكود، مايكل كلاينر، عن تفاؤله بشأن نهاية الحرب في لبنان، مؤكدًا أنها "قضية مختلفة" عن الوضع في قطاع غزة. واعتبر كلاينر أن إسرائيل اضطرت إلى شن عمليات عسكرية في جنوب لبنان بهدف تقويض البنى التحتية لحزب الله. وأضاف: "بعد أن هزمنا حزب الله، فإن لبنان أمام فرصة كبيرة لاستعادة سيادته وإنهاء الاحتلال الإيراني له." وأكد أن لبنان "يريد السلام" في نهاية المطاف.من جهته، أشار رئيس لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين في مجلس النواب اللبناني، فادي علامة، إلى أن "الإشارات الإسرائيلية المتضاربة بشأن وقف إطلاق النار، بالتزامن مع توسيع العملية البرية في جنوب لبنان، تذكرنا بما حدث في قطاع غزة." وأضاف في تصريحات لـ"الحرة": "لقد تم الإعلان عن تقدم في مفاوضات وقف الحرب في غزة في كل جولة مفاوضات، ولكن دون نتائج ملموسة."وفي محاولة لتذليل العقبات، قدمت لبنان خارطة طريق لإنهاء القتال عبر المبعوث الرئاسي الأميركي إلى لبنان، عاموس هوكستين. هذه الخطة تتضمن الوقف الفوري لإطلاق النار، ثم تطبيق القرار الدولي 1701 الذي ينص على أن الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) هما المسؤولان عن تنفيذ وقف إطلاق النار في جنوب لبنان.في الوقت نفسه، شدد كلاينر على استعداد إسرائيل لقبول وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 30 يومًا أو حتى وقف دائم للقتال، بشرط أن يكون الطرف الآخر مستعدًا لذلك. وأضاف: "إذا استطاعت المؤسسات اللبنانية من حكومة وبرلمان وجيش السيطرة على الأمور، يمكن الوصول إلى وقف دائم للقتال، بعكس الوضع المعقد في غزة."أما فيما يتعلق بالدور الروسي في المفاوضات، أشار فادي علامة إلى أنه "لا معلومات مؤكدة" حول تدخل موسكو، لكنه لفت إلى أن روسيا قد تساعد في ضبط الحدود ومنع وصول الأسلحة إلى حزب الله عبر سوريا. من جانبه، أكد كلاينر أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، كانت داعمة لإسرائيل، وتوقع أن تشهد ولاية الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، مزيدًا من التقارب بين إسرائيل والدول العربية.وفيما يتعلق بقدرة الجيش اللبناني على حفظ الأمن على الحدود مع إسرائيل، أكد فادي علامة أن الجيش اللبناني يحظى بثقة الشعب اللبناني بالكامل. وأضاف: "إذا جرى تسليح الجيش وتجهيزه بالشكل المناسب، فإنه يمتلك القدرة على تنفيذ مهماته بالتعاون مع قوات الأمم المتحدة (اليونيفيل)."تُعد قوات "اليونيفيل" التابعة للأمم المتحدة جزءًا أساسيًا من جهود حفظ الأمن في جنوب لبنان، وهي قوة تم إنشاؤها عام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية وتعزيز الاستقرار في المنطقة الحدودية. وتتمثل مهمتها الأساسية في تنفيذ القرار 1701 الذي صدر بعد حرب 2006 بين إسرائيل وحزب الله، ويهدف إلى ضمان الأمن في جنوب لبنان عبر تعزيز وجود الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي داخل مناطقهم المتفق عليها.من جانبه، أشار المبعوث الأميركي، عاموس هوكستين، إلى أن مجرد الحديث عن التزام لبنان وإسرائيل بقرار الأمم المتحدة رقم 1701 ليس كافيًا. وأضاف أن الولايات المتحدة تعمل على صيغة لإنهاء النزاع بشكل كامل وضمان أن يكون "النزاع الأخير في لبنان لأجيال قادمة."