في تحليل حديث نشرته مجلة "فورين أفيرز"، أكدت المجلة أن محور المقاومة، الذي يشمل جماعات مثل حماس وحزب الله، يظهر مرونة تاريخية فريدة، مما يجعل من الصعب على إسرائيل القضاء على هذه الحركات. وأشارت المجلة إلى أن قدرة محور المقاومة على التكيف مع التحديات المختلفة تؤكد على الروابط العميقة التي تجمع بين فصائل المحور داخل دولها ومجتمعاتها.وأوضحت المجلة، أن العلاقات العابرة للحدود الوطنية، التي تربط بين حماس وحزب الله والمنظمات الأخرى في المحور، تشكل شبكة معقدة ومترابطة من الروابط السياسية والاقتصادية والعسكرية والأيديولوجية. هذه الشبكات المتنوعة تساهم في تعزيز قدرة هذه الفصائل على الصمود في وجه الضغوط العسكرية والسياسية.واعتبر التحليل أن هذه الروابط تجعل من السهل على هذه الحركات تجنب القضاء عليها بشكل نهائي، حيث أنها تتمتع بقدرة عالية على التحرك والتكيف مع المتغيرات الإقليمية والدولية. كما لفت إلى أن هذه الديناميكية لا تقتصر على العلاقات بين المنظمات فقط، بل تشمل أيضًا الروابط التي تجمعها مع الدول التي تدعمها، وهو ما يجعل مهمة القضاء عليها تحديًا مستمرًا بالنسبة لإسرائيل.التقرير يسلط الضوء على أن حركات المقاومة في المنطقة، بما في ذلك حزب الله وحماس، تعمل بشكل منسق عبر شبكات متنوعة تضم أفرادًا داخل مجتمعاتهم وأماكنهم الجغرافية، مما يجعلها أكثر قدرة على الاستمرار في مواجهة العدوانات العسكرية.ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة في تشرين الأول الماضي، أعربت جماعة "حزب الله" عن تضامنها مع حركة "حماس" الفلسطينية، وأطلقت صواريخ وقذائف الهاون والطائرات المُسيرة المتفجرة على شمال إسرائيل بشكل شبه يومي، وردَّت إسرائيل بنيرانها عليها. وقد تصاعد القتال بين الجانبين، حيث أسفر القصف الجوي الإسرائيلي على أهداف لحزب الله في لبنان عن مقتل المئات ودفع عشرات الآلاف إلى النزوح.وتربط حركة حماس علاقة وثيقة مع حزب الله، ومن ورائه إيران، وقد تصاعد الحديث مؤخرًا عما يسمى "وحدة الجبهات" أو "تعدد الساحات" في إشارة إلى اشتراك قوى المقاومة الفلسطينية؛ وبخاصة حركتا حماس والجهاد الإسلامي، مع حزب الله والحركات المسلحة الموالية لإيران في مواجهة ضد اسرائيل.وتشكل معركة "طوفان الأقصى" هذه الأيام اختبارًا عمليًا لإستراتيجية "تعدد الجبهات"، رغم أن هذه الإستراتيجية لم يعبر عنها بشكل رسمي من أي من المكونات المعنية كونها إستراتيجية متبعة وذات سياق ميداني.