نشرت صحيفة "جيروزالم بوست" مقالًا بقلم أمير بوحبوط، تناول فيه تفاصيل العمليات الدقيقة التي نفذتها القوات الجوية الإسرائيلية لتفكيك هيكل قيادة حزب الله عبر ضربات مدروسة ومنسقة. وأشار المقال إلى أن "سنوات من جمع المعلومات الاستخباراتية مكنت الجيش الإسرائيلي من استهداف قادة رئيسيين في حزب الله، مما أدى إلى تقويض معنويات التنظيم دون التسبب في ردود فعل كارثية".كما لفت إلى أن "حزب الله، الذي أظهر قدرات متقدمة في القيادة والسيطرة خلال حرب لبنان الثانية، قد استثمر بشكل كبير في تطوير هذه القدرات منذ عام 2008 بمساعدة خبراء إيرانيين"، وبذلك، أصبح الحزب "جيشًا إرهابيًا منظمًا"، مزودًا بهيكلية هرمية، أدوات اتصال متطورة، وخطط عملياتية، بالإضافة إلى شبكة من المنشآت تحت الأرض تهدف إلى تجنب الاستخبارات الإسرائيلية.وبحسب المقال، حدد اللواء الاحتياطي يوسي بايداتس، رئيس شعبة الأبحاث في الجيش الإسرائيلي آنذاك، أن "أنظمة القيادة والسيطرة لحزب الله تمثل نقطة ضعف محتملة في النزاعات المستقبلية"، وبناءً على ذلك، تم إطلاق جهود استخباراتية مكثفة لجمع المعلومات حول بنية الحزب التنظيمية، ما مهد الطريق لإعداد ملف شامل ساعد في تنفيذ ضربات دقيقة ضد المواقع القيادية للحزب.ومن بين العمليات البارزة التي ذكرها المقال، عملية "النقطة العمياء" في أيلول، التي استهدفت مقر استخبارات حزب الله، مما أدى إلى تعطيل قدرته على إدارة الأنشطة العسكرية، وتلتها عملية "ضوء القمر" التي استهدفت مراكز القيادة تحت الأرض المحصنة. هذه العمليات، كما أوضح الرائد "أ"، رئيس قسم القيادة والسيطرة في القوات الجوية، أسفرت عن تراجع كبير في قدرة الحزب على التنسيق والرد.وأوضح المقال أن "الضربات الإسرائيلية لم تؤثر فقط على القدرات العملياتية لحزب الله، ولكنها أضعفت معنويات عناصره". وقال الضابط "ج"، مسؤول تخطيط العمليات، أن "التنظيم فقد العديد من قادته وواجه صعوبة في تنفيذ عمليات واسعة النطاق"، وأضاف أن "الخوف من استخدام أجهزة الاتصال بعد الموجة الأولى من الضربات أدى إلى فوضى داخل صفوف الحزب، مما جعل التنسيق شبه مستحيل".كما شملت الجهود الإسرائيلية استهداف خمسة من كوادر الحزب في تموز، كانوا مسؤولين عن الهجمات السيبرانية. ووفقًا للرائد "أ"، فإن المعلومات الاستخباراتية الدقيقة مكنت من تنفيذ هذه الضربة بنجاح، مما أسهم في شل قدرات الحزب في هذا المجال.ومع تقدم القوات البرية الإسرائيلية في جنوب لبنان، واجه حزب الله صعوبة في إعادة تنظيم صفوفه بسبب فقدان بنيته القيادية. وأكد الرائد "أ" أن العمليات الجوية والبرية نجحت في "تعطيل قدرة حزب الله على العمل كقوة عسكرية منظمة"، وأضاف أن "الفوضى التي خلقتها الضربات جعلت الوحدات المحلية تعمل بشكل منفصل دون تنسيق فعال".وبحسب المقال، يعكس هذا النجاح الاستخباراتي والعسكري قدرة التخطيط الإسرائيلي في التعامل مع التهديدات الإقليمية. ومع ذلك، يبقى السؤال حول مدى قدرة حزب الله على التعافي وإعادة بناء بنيته القيادية في المستقبل.