أشعلت كواليس عملية "البيجر" التي استهدفت عناصر "حزب الله" خلافًا داخليًا في إسرائيل بسبب الروايات المتناقضة بين رئيس جهاز الموساد ديفيد بارنياع ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت. العملية، التي كانت تهدف إلى تدمير أجهزة الاتصالات التي يستخدمها "حزب الله"، أثارت جدلًا حول كيفية تنفيذها، ومتى كان التوقيت المثالي لها.في تصريح علني نادر، قال بارنياع إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على عملية "البيجر"، رغم معارضة وزير الدفاع السابق غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي. بينما قال المقربون من غالانت إن بارنياع كان قد دعم اقتراح وزير الدفاع بتنفيذ الهجوم في الأسبوع الذي تلى هجوم 7 تشرين الاول 2023، بهدف التخلص من أكبر عدد من مسلحي "حزب الله" الذين كانوا يحملون أجهزة البيجر على أجسادهم. ووفقًا لهذا الاقتراح، كان من الممكن أن يؤدي الهجوم إلى عدد أكبر من القتلى والمصابين مقارنة بما حدث في العملية الحالية.من جهة أخرى، أكد المقربون من غالانت أن رئيس الموساد، إلى جانب رئيس الشاباك ورئيس الأركان، كانوا قد دعموا فكرة غالانت بالتحرك في 11 تشرين الاول 2023، وليس في 17 ايلول 2024 كما تم تنفيذه في النهاية. وحسب "يديعوت أحرونوت"، كانت مبادرة غالانت تستهدف إلحاق ضرر أكبر بعناصر "حزب الله" وتسليحه، بالإضافة إلى مواصلة القضاء على معظم منظومة الصواريخ.أضافت الصحيفة أن العملية التي تم تنفيذها لم تكن ستنجح كما كان مخططًا لها لولا دعم العمل الميداني من الجيش الإسرائيلي على الأرض في لبنان، إذ كان من المقرر أن يحمل المسلحون أجهزة راديو على أجسادهم حتى تنفجر.المفارقة تكمن في أن بارنياع، الذي دعم بشكل واضح موقف نتنياهو في المعركة، قد اختار الوقوف ضد غالانت وهاليفي في محاولة لتهدئة الأجواء مع نتنياهو، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد الداخلي الإسرائيلي حول كيفية إدارة العمليات العسكرية في الفترة الحالية.كما كشف بارنياع، وفقًا لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن عملية "البيجر" كانت حديثة مقارنةً بعملية أجهزة الـ"ووكي توكي" التي نُفذت بعدها بيوم. يذكر أن عملية الراديو قد تم تطويرها قبل عقد من الزمان خلال فترة رؤساء الموساد السابقين تامير باردو واستمرت في عهد يوسي كوهين.