""يُثير التوغل الإسرائيلي في الجنوب السوري قلقًا متزايدًا بشأن تداعياته المحتملة على الوضع الأمني والجغرافي في المنطقة، خاصة في ظل التحولات التي شهدتها سوريا مؤخرًا، ومع تصاعد هذه التحركات العسكرية الإسرائيلية، تبرز تساؤلات حول أبعاد هذا التوغل وتأثيراته المحتملة على لبنان.في هذا السياق، يرى أستاذ العلوم السياسية العميد الركن الدكتور حسن جوني، في حديثٍ لـ""، أن "تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم تتناغم مع ما يحصل في الجنوب السوري، حيث أشار كاتس إلى أن إسرائيل قد بدأت بتطبيق سياسة جديدة في سوريا، وتتمحور هذه السياسة حول منع تحول الجنوب السوري إلى نسخة من الجنوب اللبناني، ما يعني أن إسرائيل تسعى لفرض استراتيجيتها الخاصة على المنطقة".ويعتقد أن "هذه الخطوات جزء من خطة منسقة على الأرجح مع الولايات المتحدة الأميركية، ويستند في تحليله إلى الاجتماع الذي عقد بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بينيامين نتنياهو".ويلاحظ العميد جوني، أن "التحركات الإسرائيلية في سوريا تحمل دلالات خطيرة، إذْ قد تمهد هذه الإجراءات لاستراتيجية تهدف إلى تغيير جغرافي في سوريا، ولعملية ضم جديدة، وقد يكون التصريح الأخير لنتنياهو، الذي تحدث فيه عن حماية الدروز في سوريا، بمثابة إشارات إلى هذه الاستراتيجية، ما يجعل التوسع الإسرائيلي في الجولان واحتمال ضم مزيد من الأراضي جزءًا من هذه الخطة، كما أن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي حول تمركز الجيش في قمة جبل الشيخ ووجوده المستمر هناك يشير إلى خطوات ثابتة في هذه الاستراتيجية التي قد تكون طويلة الأمد، وليست مجرد تحركات مرحلية".وهنا يطرح العميد جوني سؤالًا: "هل نحن أمام تنفيذ خطة استراتيجية كبيرة تُعد حاليًا في سوريا؟ وهل هذه الخطة ستتوسع في المستقبل؟ هذا هو السؤال الخطير الذي يثير الكثير من المخاوف".أما فيما يتعلق بتأثير ذلك على لبنان، فيرى أن "التوغل الإسرائيلي في جنوب سوريا، إلى جانب التحركات السابقة التي كانت على مقربة من الحدود اللبنانية بعد سقوط النظام السوري، ينعكس سلبًا على لبنان، إذ يمكن أن يُعتبر ذلك بمثابة "إلتفاف استراتيجي" على الجغرافيا اللبنانية، مما يفتح المجال أمام إمكانية دخول القوات الإسرائيلية إلى منطقة البقاع الأوسط، هذا الاحتمال يبقى قائمًا إذا كانت إسرائيل فعلًا تضع خطة استراتيجية طويلة الأمد".وختامًا، يشير العميد جوني إلى أن "السياسة الأميركية الحالية، بقيادة دونالد ترامب، والتي تنتهج مقاربات غير تقليدية في التعامل مع قضايا الشرق الأوسط، قد تزيد من تعقيد الوضع، فالرئيس ترامب، بتصريحاته وتصرفاته التي لا تتماشى مع قواعد العلاقات الدولية، قد يتبنى حلولًا غير منطقية قد تؤدي إلى تطورات غير متوقعة في المنطقة، خاصة في ظل التماهي الكامل بينه وبين جنون نتنياهو، مما يزيد من حالة الغموض وعدم الاستقرار في المنطقة".