أكد وزير الزراعة، نزار هاني، استعداد الوزارة لتعزيز التعاون الزراعي مع روسيا، مشيدًا بنجاح التجربة الروسية رغم التحديات المناخية. وأشار إلى وجود فرص كبيرة للتعاون في مجالات مثل الحبوب، بالإضافة إلى الاستفادة من النظام التعليمي الزراعي الروسي الذي وصفه بأنه "أساسي لتطوير القطاع".وأوضح هاني، في حديثٍ مع إذاعة "سبوتنيك"، أن لبنان يسعى لتعزيز الشراكات الزراعية مع مصر والعراق ودول الخليج، كما يعمل على استكشاف أسواق جديدة مثل كندا والإكوادور، وكشف عن محادثات جارية مع الهند لتأمين برامج تدريب للمزارعين اللبنانيين على مختلف المستويات.وأضاف أنه ناقش مع رئيس الحكومة، نواف سلام، ملف الدعم المادي لوزارة الزراعة، موضحًا أن "الدعم سيخصص لصغار المزارعين، بينما سيركز الدعم الموجه إلى كبار المزارعين على تحسين نوعية الإنتاج وفتح أسواق جديدة". وأعرب هاني عن تفاؤله بإمكانية تحقيق هذه الأهداف عقب زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى السعودية، مؤكدًا أن "أسواق الخليج تعد حيوية وأساسية للقطاع الزراعي".كما كشف عن حصول رئيس الحكومة على وعود من دول عربية وصديقة لدعم لبنان في عملية إعادة الإعمار، بما يشمل القطاع الزراعي.وفيما يخص التحديات التي تواجه الزراعة، أكد ,وزير الزراعة أن "الحكومة تعمل على معالجة العقبات العالقة، خاصة في الملف السوري". وتتمثل إحدى هذه العقبات في الرسوم الإضافية المفروضة على الحاويات المارة عبر سوريا. وأعلن أن "سلام قد منح مهلة أسبوع لبحث الملف مع الجانب السوري، بهدف تحضير العلاقات الثنائية قبل مناقشة القضايا الزراعية بشكل مفصل".على الصعيد السياسي، شدد هاني على أهمية ثقة مجلس النواب بالحكومة، معتبرًا أن مداخلات النواب خلال الجلسة الأخيرة كانت "مشجعة جدًا"، وأوضح أن "الحكومة تدرك حجم التحديات التي تواجهها، لكنها تسعى إلى وضع الأمور على المسار الصحيح خلال الفترة المتبقية من ولايتها".كما أعرب عن أمله في أن توفر الحكومة الحالية أرضية مناسبة للحكومة المقبلة بعد الانتخابات، مشيرًا إلى أن "التعاون مستمر مع جميع الأطراف، بما في ذلك تلك التي لم تمنح الحكومة الثقة"، وكشف أن "الحوار مع هذه الجهات كان إيجابيًا"، لافتًا إلى أن "التيار الوطني الحر"، رغم حجبه الثقة، أبدى استعداده للتعاون، ما يعزز فرص العمل المشترك بعيدًا عن التجاذبات السياسية.وفيما يتعلق بأولويات الوزارة، شدد هاني على ضرورة تحديث القوانين والتشريعات الزراعية داخل مجلس النواب، بما يسهم في نهضة القطاع الزراعي، وأوضح أن "الحكومة وضعت خطة عمل مبسطة، تتضمن معالجة ملف الاعتداءات الإسرائيلية على المناطق الزراعية في جنوب لبنان والبقاع".وأشار إلى أن "دراسة حول الأضرار الناجمة عن هذه الاعتداءات ستكون جاهزة خلال أسبوع"، موضحًا أن "المساحة المتضررة تقدر بنحو 4000 هكتار"، كما أكد أن "المسوحات الميدانية ستبدأ قريبًا"، في خطوة تمهيدية لمعالجة تداعيات العدوان الإسرائيلي على القطاع الزراعي.ولفت هاني إلى أن "ميزانية وزارة الزراعة في حدها الأدنى، إلا أن التعاون قائم مع جهات دولية داعمة لتمويل مشاريع زراعية حيوية". ووجه رسالة إلى المزارعين، داعيًا إياهم إلى التسجيل في السجل الزراعي لضمان حصولهم على المساعدات اللازمة.وفي ختام حديثه، شدد هاني على أهمية دور الإعلام في تسليط الضوء على القضايا الزراعية، داعيًا إلى تغطية إيجابية لهذا القطاع الحيوي.