""تعاني مناطق الكورة في شمال لبنان من أزمة بيئية حادة نتيجة التلوث الناتج عن انبعاثات المصانع الإسمنتية (الترابة) المنتشرة في المنطقة. هذه الانبعاثات السامة تثير قلقًا متزايدًا بين السكان المحليين والناشطين البيئيين. وتتهم لجنة كفرحزير البيئية أصحاب شركات الإسمنت بتسببهم في أضرار صحية وبيئية كبيرة، ما يهدد حياة السكان ويؤدي إلى تدمير بيئتهم بشكل لا يمكن تجاهله.في هذا الإطار، رأى رئيس لجنة كفرحزير البيئية، جورج عيناتي، في حديث إلى ""، أن "أصحاب شركات الترابة قد دمّروا منطقة الكورة، محوّلين إياها إلى منطقة منكوبة بيئيًا وصحيًا، في وقت يسعون فيه إلى إنشاء محميات طبيعية في مناطقهم، ظنًّا منهم أنهم قادرون على التستر على جرائمهم البيئية التي طالت كل بلدة وبيت في الكورة، وجعلتها منطقة مسرطنة بعد أن أبادوا أهلها ودمّروا طبيعتها الخضراء".وبمناسبة اليوم الوطني للمحميات الطبيعية، أشار إلى أنه "في هذا اليوم الذي يُفترض أن يكون مناسبة للاحتفاء بالمحميات الطبيعية، نطالب بمحاكمة أصحاب شركات الترابة بموجب المادة 64 من قانون البيئة اللبناني، وإنزال أشد العقوبات بحقهم، بدءًا بالأشغال الشاقة وصولاً إلى الإعدام".كما دعا أيضًا إلى "إنشاء محمية طبيعية أو موقع طبيعي في كل بلدة من بلدات الكورة، لحمايتها من مخططات وأعمال أصحاب ترابة الموت الذين لم يتوقفوا عن تدمير البيئة والصحة العامة".ووجّه عيناتي تحذيرًا شديد اللهجة للوزراء والموظفين الذين يلتقي بهم أصحاب شركات الترابة في محاولاتهم لتلميع صورتهم وإعادة تشغيل مقالعهم المخالفة للقانون، مؤكدًا أن هؤلاء ليسوا سوى أسوأ وحوش الدمار البيئي الشامل، ومسؤولو أخطر حرب إبادة جماعية صامتة عرفها التاريخ.