""تعيش منطقة عكار تحديات جديدة جراء موجات النزوح السوري المستمرة التي تشهدها، مما يضعها أمام واقع صعب، خاصة مع إزدياد عدد النازحين.وفي هذا الإطار، يرى النائب أحمد رستم، في حديث لـ""، أن "عكار لطالما كانت منطقة محرومة وما زالت تعاني من قلة الخدمات، اليوم تشهد تزايدًا كبيرًا في عدد النازحين، حيث تجاوز عددهم 7 آلاف نسمة، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد، مما يشكل مشكلة كبيرة، لكننا نعتبر أن هذا الأمر يشكل واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا وإنسانيًا في الوقت نفسه".ويقول: "كثير من هؤلاء النازحين هم من الأطفال والنساء، وأغلبهم لبنانيون (العلويون) كانوا يقيمون في سوريا، فهناك حوالي 4 آلاف شخص لبناني كانوا يقيمون في الساحل السوري، وكانوا يزورون لبنان فقط خلال فترة الانتخابات لممارسة حقهم الديمقراطي، أما الآن فقد عاد هؤلاء مع عائلاتهم، مما يعني أن الأعداد تتزايد بشكل مستمر".وعن المخاوف الأمنية المترتبة على موجات النزوح، يقول النائب رستم: "نحن نتابع الوضع على الأرض من خلال الحملات الطبية، وما نراه هو أن الأغلبية من هؤلاء النازحين هم من الأطفال والنساء، ولكن رغم ذلك، تظل مسألة الأمن أولوية، ومن هنا نحن نناشد الدولة، وبشكل خاص الجيش اللبناني، الذي يعتبر صمام الأمان لهذا البلد، بالتصدي بحزم لأي محاولة تهدف إلى العبث بالأمن أو إثارة النعرات الطائفية".ويؤكد أن "الشعب العكاري دائمًا كان واعيًا ومدركًا لظروفه، وعكار هي خزان للجيش اللبناني وتدعم المؤسسة العسكرية، وعلينا اليوم أن نتحلى بالحكمة والوعي في التعامل مع الوضع الحالي، فقد أثبتنا ذلك في أوقات سابقة، حين استقبلت عكار خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان حوالي 80 ألف شخص من أهلنا في الجنوب، وكانت بيوتنا مفتوحة لهم".وفيما يتعلق بالمناطق التي تشهد موجات كبيرة من النزوح في عكار، يوضح رستم: "هناك حوالي 12 إلى 13 قرية على الحدود مع سوريا تستقبل النازحين، مثل الحيصة، المسعودية، تل بيرة، تل معيان، تل حميرة، الريحانية، وعين الزيت، كما أن هناك من يتوجه إلى جبل محسن، لذلك نحن نناشد الحكومة والهيئة العليا للإغاثة، بتقديم الدعم العاجل لهذه المناطق".ويختم رستم قائلاً: "عسى أن تمر هذه الغيمة السوداء، كما نتمنى لسوريا الأمن والاستقرار والتقدم، لأن استقرار سوريا يعني استقرار لبنان، ونحن جزء لا يتجزأ من هذا الأمن المشترك".