""في ظل التعقيدات السياسية والأمنية التي يمر بها لبنان، شهدت الساعات الأخيرة مواقف بارزة على أكثر من صعيد، بدءًا من اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل، وصولًا إلى ملف الحوار الوطني، إلى جانب التوترات على الحدود اللبنانية-السورية واللبنانية-الفلسطينية.بحسب مصادر مقرّبة من الثنائي الشيعي، فإن اللقاء بين الرئيس بري والنائب سامي الجميل كان "ممتازًا"، مشيرةً إلى أنه ليس اللقاء الأول بينهما، لكنه اكتسب هذه المرة زخماً إعلاميًا خاصًا. وأضافت المصادر أن هذه اللقاءات تأتي في سياق موقف الجميل خلال جلسة الثقة، حيث شدد على ضرورة وحدة اللبنانيين، معتبرةً أن "هذا الخطاب إيجابي للغاية ويعكس مقاربة وطنية جامعة".في السياق نفسه، أكدت مصادر سياسية أن الرئيس بري يبقى منفتحًا على أي دعوة لحوار وطني، مشيرةً إلى أنه كان دائمًا من أبرز الداعين إلى هذا النهج، خصوصًا في ظل المرحلة الحساسة التي يمر بها لبنان، والتي تتطلب مقاربات جامعة لتجاوز التحديات الداخلية والخارجية.أمنيًا، شددت مصادر على أهمية إصدار موقف رسمي واضح حيال التطورات الأخيرة على الحدود اللبنانية-السورية، معتبرةً أن "حماية الأراضي اللبنانية تبقى مسؤولية الدولة، ومن الضروري تقديم رواية رسمية شفافة حول ما يجري، خاصة أن الاعتداءات تُنفَّذ بأسلحة نوعية تستدعي موقفًا حاسمًا". وفي سياق متصل، وصف مصدر آخر الوضع على الحدود اللبنانية-السورية بـ"الخطير"، لكن لفت إلى أن "الأخطر يبقى ما يحدث على الحدود اللبنانية-الفلسطينية، حيث يتصاعد التوتر بشكل غير مسبوق"، مشددًا على "ضرورة ممارسة ضغوط على الجانب الأميركي لدفعه إلى التأثير على إسرائيل ووقف اعتداءاتها".وفي تعليق لافت على كلام أحد النواب حول إمكانية سلوك لبنان مسار السلام مع إسرائيل بعد توقيع اتفاقيات سلام مع سوريا ودول عربية أخرى، علّق مصدر مقرّب من عين التينة بالقول: "أول ما يحكي الولد بينبسطوا أهلو فيه، بس بعد فترة بيطوشن".يبقى المشهد اللبناني مفتوحًا على كافة الاحتمالات، سياسيًا وأمنيًا، وسط رهان على أن تحركات بعض القوى السياسية قد تمهد لتفاهمات جديدة، في وقت يبقى ملف الحدود رهن التطورات الإقليمية والدولية، وما قد تحمله الأيام المقبلة من تصعيد أو تهدئة.