تعرّضت دورية راجلة تابعة للوحدة الفرنسيّة العاملة ضمن قوّة الاحتياط التابعة لقائد الـ"يونيفيل"، في وادي قطمون ـ خراج بلدة رميش، لإطلاق رشقاتٍ ناريّة من أحد مراكز قوّات الاحتلال الإسرائيليّ أثناء تفقّدها ساترًا ترابيًّا استحدثته هذه القوّات في المنطقة.
وفي وقتٍ سابقٍ من اليوم السبت، أقدمت طائرة إسرائيليّة على إلقاء قنبلتين صوتيتين باتجاه تجمعٍ للأهالي في ساحة بلدة يارون في قضاء بنت جبيل. كما تعرّض الحيّ الشرقيّ في كفرشوبا لرماياتٍ بالأسلحة الثقيلة من موقعٍ إسرائيليّ في التلال المحتلّة المشرفة على البلدة، ما أدّى إلى تضرّر عددٍ من السيارات والمنازل. كذلك، خرَق الطيران الحربيّ الإسرائيليّ جدارَ الصوت مرّتَين فوق أجواء البقاع الغربي، وتردّد صداه في منطقتَي الشوف وعاليه.
في غضون ذلك، أشارت معلوماتٌ إلى تنفيذ مخابرات الجيش مداهماتٍ ليلية في الجنوب والبقاع الغربي بحثًا عن مشتبهين في إطلاق صواريخ من الجنوب، مع استمرار التحقيقات في هذا الشأن. فيما تعيش الضاحية الجنوبية لبيروت، هدوءًا حذرًا بعد الغارات الإسرائيليّة الّتي طالتها أمس للمرّة الأولى منذ اتفاق وقف إطلاق النار. وقد خُرق هذا الهدوء بدخول طيرانٍ استطلاعيّ إسرائيليّ على علوٍّ منخفضٍ للغاية في أجواء العاصمة اللبنانية وضواحيها، مرورًا بمناطق بشامون وعرمون وخلدة والشويفات والجوار.هيكل: استكمال انتشار الجيشوفي سياقٍ متصل، تفقّد قائد الجيش العماد رودولف هيكل قيادة قطاع جنوب الليطاني في ثكنة بنوا بركات – صور، حيث التقى الضباط والعسكريين. وأكّد أنّ عناصر الوحدات المنتشرة، من ضباط ورتباء وأفراد، يؤدّون دورًا أساسيًّا في خدمة الوطن والمساهمة في صموده، مشدّدًا على أنّ واجب المؤسّسة العسكرية حماية لبنان وأبنائه على اختلاف انتماءاتهم.
وأضاف العماد هيكل: "يبذل الجيش جهودًا جبّارةً لتنفيذ مهامّه في الجنوب، وهذا ما أكّدته قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) واللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism). ونحن ملتزمون بتنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار من دون أي تباطؤ، وفق توجيهات فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وبناءً على التزام الحكومة اللبنانية، كما نواصل التعاون والتنسيق وتنفيذ المهمات المشتركة مع اليونيفيل."
وتابع:"إنّ العائق الوحيد أمام استكمال انتشار الجيش نهائيًّا وتثبيت وقف إطلاق النار هو استمرار وجود العدو الإسرائيلي في النقاط والمواقع المحتلّة داخل الأراضي اللبنانية، فضلًا عن اعتداءاته المتكرّرة على لبنان وخروقاته للسيادة الوطنية، وسعيه الدائم إلى البحث عن ذرائع لتوسيع أعماله العدائية ضدّ وطننا."
وعن إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلّة، رأى العماد هيكل أنّها "تخدم العدو"، كاشفًا أنّ الجيش يُجري التحقيقات اللازمة لكشف الفاعلين، وقد أوقف عددًا من المشتبه فيهم قيد التحقيق. كما أكّد سعي القيادة إلى الوقوف بجانب العسكريين وتحسين أوضاعهم عبر خطوات عدّة، أبرزها الاستمرار في دعم الطبابة العسكرية، وختم معايدًا العناصر بمناسبة عيد الفطر السعيد.
بعد ذلك، تفقّد قائد الجيش مركز مارون الراس التابع لفوج التدخل الخامس، واطّلع على الوضع العملاني ضمن قطاع مسؤوليته.عيد الفطرعلى الصعيد السّياسيّ، هنّأ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون اللبنانيين عمومًا والمسلمين خصوصًا بحلول عيد الفطر المبارك، بعد انتهاء شهر رمضان الذي عزّز في النفوس سموّ الفضائل، ودعا إلى الخير والمحبة في حياة البشر. وأعرب الرئيس عون عن إيمانه الراسخ بأنّ ما يُميّز لبنان هو التمسّك بقيم الوحدة والتعاضد، والترفّع عن الأنانيّات والمصالح الشخصية التي تدعو إليها الأديان السماوية.
وقال الرئيس عون: "لا خلاص للبنان إذا لم نعش وفق هذه القيم، فهي السبيل الوحيد، إلى جانب تنفيذ القوانين وإحقاق العدالة، لمحاربة الفساد وتحقيق الإصلاحات البنيوية في مؤسساتنا الوطنية، والنهوض بلبنان لمجاراة التطوّر والحداثة في العالم". وأشار إلى دخول لبنان اليوم مرحلةً جديدة من تاريخه بعد عقودٍ من العنف والحروب والأزمات الاقتصادية والمالية وترهّل كيان الدولة، مؤكّدًا أنّه لا عودة إلى الوراء أمام من يعتقد أنّ الهمّة ستتراخى أو العزم سيلين، للوصول إلى الأهداف التي تعهّد بتحقيقها بالتكاتف مع الحكومة والمجلس النيابي وقوى المجتمع المدني.
كما توجّه رئيس الحكومة نواف سلام، بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، بالتهنئة إلى جميع اللبنانيين وإلى الأشقاء العرب والمسلمين أجمعين، راجيًا من الله عزّ وجلّ أن يعيده على الجميع بالخير والبركة والأمن والازدهار.