أشارت تقارير صحافية إلى تفاصيل العقوبات الجديدة الّتي فرضها مكتب مراقبة الأصول الأجنبيّة التابع لوزارة الخزانة الأميركيّة على حزب الله، والّتي شملت خمسة أفراد وثلاث شركات متورطين في شبكة ماليّة تعمل لصالح الحزب. ووفقًا لبيان وزارة الخزانة الأميركيّة، فإن الأفراد والشركات المستهدفين ينتمون إلى "عائلات مقرّبة من مسؤولين بارزين في حزب الله، يشكّلون جزءًا من شبكة من المشاريع التجارية المدِرّة للإيرادات والمملوكة أو الخاضعة لسيطرة الحزب، والتي تسهّل وتخفي مبيعات النفط لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وتُسهم في تمويل أنشطة الحزب وتمكينه من الوصول إلى النظام المالي الرسميّ" .
ويأتي هذا الإجراء في إطار الجهود الأميركيّة الرامية لتفكيك الشبكات الماليّة الّتي يستغلها حزب الله لتعزيز نفوذه، وسط تصاعد الضغوط الدوليّة على إيران ووكلائها في المنطقة. وأكدّ البيان "عزم وزارة الخزانة على كشف وتعطيل المخططات التي تموّل عنف حزب الله الإرهابي ضدّ الشعب اللبناني وجيرانه"، وفق ما صرّح به القائم بأعمال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، برادلي تي. سميث. يُذكر أن واشنطن صنّفت حزب الله "منظمة إرهابية أجنبية" عام 1997، وأدرجته عام 2001 على لائحة الإرهابيين العالميين.شبكة بأدوار متشابكةوأوضح بيان وزارة الخزانة الأميركية أنّ الشبكة المستهدفة بالعقوبات كانت خاضعة لإشراف مسؤولين بارزين في فريق تمويل حزب الله، من بينهم محمد قصير الذي ظلّ في منصبه حتى وفاته أواخر عام 2024، وصهره محمد قاسم البزال. وكان مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) قد فرض عقوبات على كلٍّ من قصير في 15 أيار 2018، والبزال في 20 نوفمبر من العام نفسه.
ورغم إدراجه على قائمة العقوبات منذ عام 2018، واصل البزال إدارة شبكته عبر نقل ملكية شركاته إلى شركاء آخرين في فريق تمويل الحزب، بهدف إخفاء صلته بالتنظيم. ومن بين هذه الشركات: "تلاقي"، "توافق"، "نغم الحياة"، و"ألوميكس" الّتي أُدرجت جميعها على قائمة العقوبات في 4 أيلول 2019.الأفراد المستهدفون بالعقوبات- رشيد قاسم البزال: شقيق محمد قاسم البزال، تولّى إدارة شركات " تلاقي" و"توافق" و"نغم الحياة" بناءً على توجيهات شقيقه، حيث أشرف على عملياتها اليومية، فيما واصل محمد التنسيق المباشر مع حزب الله.
- محاسن محمود مرتضى: زوجة محمد قصير. كانت تمتلك نفوذاً كبيراً في القضايا المرتبطة بعمليات الحزب، بما في ذلك التمويل وتهريب الأسلحة. وهي المالكة المسجّلة لعدة شركات مرتبطة بحزب الله، ومنها "ألوميكس" التي تتشارك ملكيتها مع فاطمة عبد الله أيوب، وحوراء عبد الله أيوب، وجميل محمد خفاجة.
- فاطمة عبد الله أيوب: زوجة محمد قاسم البزال، تعمل معه عن كثب في عدة مشاريع تجارية لحزب الله، من بينها مجموعة "تلاقي".
- جميل محمد خفاجة: مدرج كمالك لشركة "سيكورول للستائر الزجاجيّة"، الّتي تتشارك العنوان نفسه مع شركة "ألوميكس".الشركات المشمولة بالعقوبات-"رافي ش.ذ.م.م.": شركة لبنانية تسهم في تحقيق أرباح لحزب الله عبر تجارة المنتجات البيطرية.
-"المجموعة المتحدة اللبنانيّة": شملتها العقوبات لكونها مملوكة أو خاضعة لسيطرة أو إدارة، بشكل مباشر أو غير مباشر، لكلٍّ من فاطمة عبد الله أيوب، محاسن محمود مرتضى، وحوراء عبد الله أيوب.
-"سيكورول للستائر الزجاجية": أُدرجت على القائمة السوداء لكونها مملوكة أو خاضعة لسيطرة أو إدارة جميل محمد خفاجة، بشكل مباشر أو غير مباشر.
جميع الأفراد والكيانات المُستهدفين أُدرجوا بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 بصيغته المعدّلة، بسبب تقديمهم دعمًا ماديًا وماليًا ولوجستيًا لحزب الله، بما يشمل المساعدة في توفير التمويل أو السلع أو الخدمات التي تعزّز أنشطته.قيود مشدّدة ومناوراتوتفرض العقوبات الجديدة، بحسب وزارة الخزانة الأميركية، تجميد جميع الممتلكات والمصالح المرتبطة بالمدرَجين على القائمة السوداء، إضافة إلى أي كيانات يمتلكونها بشكل مباشر أو غير مباشر بنسبة 50% أو أكثر، سواء بمفردهم أو بالاشتراك مع أشخاص آخرين خاضعين للعقوبات. وتشمل هذه القيود جميع الأصول الموجودة في الولايات المتحدة، أو الخاضعة لحيازة أو سيطرة أشخاص أميركيين.
كما تحظر لوائح مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) أي تعاملات يقوم بها أشخاص أميركيون، أو تمر عبر الولايات المتحدة، إذا كانت تتعلق بممتلكات أو مصالح تعود للأفراد أو الكيانات الخاضعة للعقوبات، ما لم يتم الحصول على ترخيص عام أو خاص صادر عن المكتب، أو إذا كان التعامل معفياً بموجب القانون.
وحذّرت الوزارة من أن أي انتهاك للعقوبات الأميركية قد يعرّض الأفراد أو الشركات لعقوبات مدنية أو جنائية، سواء كانوا أميركيين أو أجانب. كما يمكن لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية فرض غرامات على أساس المسؤولية المطلقة. وفي سياقٍ متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار ضمن برنامج "مكافآت من أجل العدالة"، مقابل معلومات تؤدي إلى تعطيل الشبكات المالية لحزب الله.