بعنف شديد وتصاعد تدريجي في وتيرة عملياته، يواصل حزب الله ضرب أهداف ومواقع إسرائيلية متعددة، موسعاً نطاق استهدافاته باتجاه مواقع عسكرية ومستوطنات جديدة، وذلك في إطار تأكيد عملاني لكلام أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله الذي قال إنه لن يتم السماح لسكان المستوطنات الشمالية بالعودة إلى منازلهم. من الواضح أن الحزب يعتمد استراتيجية التصعيد العسكري التدريجي رداً على الضربات الإسرائيلية المكثفة التي استهدفت مناطق مختلفة في جنوب لبنان مساء الخميس وصباح يوم الجمعة. وقرر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، الجمعة، إعادة فرض القيود التي كان قد فرضها الليلة الماضية ورفعها في وقت سابق صباح اليوم، على مناطق واسعة في الجليل والجولان السوري المحتل، على خلفية المخاوف من التصعيد إثر هجماته المكثفة على الجنوب اللبناني، وذلك بعد تقييم للوضع الأمني، فيما استهدف حزب الله مواقع إسرائيلية عديدة، بينها صفد.
وفي إطار ردوده، أمطر الحزب المستوطنات والمواقع العسكرية الشمالية بعشرات الصواريخ، وقال حزب الله إن مقاتليه "قصفوا "المقر المستحدث للفرقة 91 في ’أييليت هشاحر’ ومقر قيادة فرقة الجولان 210 في نيفح، مقر قيادة الجمع الحربي لفرقة الجولان في ثكنة يردن، مقر الكتيبة الصاروخية والمدفعية في ثكنة يوآف، مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع، مقر قيادة لواء المدرعات 188 التابع للفرقة 36 في ثكنة ‏العليقة، والقاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة ‏المنطقة الشمالية في ثكنة بيريا"‏بصليات من صواريخ الكاتيوشا".‏ فيما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عن رصد إطلاق أكثر من 150 صاروخاً من قبل الحزب.
وأفادت صحيفة "إسرائيل هيوم"، عن تضرّر أكثر من 300 منزل في مستوطنة "المطلة" في الجليل الأعلى، ما يعادل نصف منازلها منذ بداية الحرب. من جهتها، أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية سقوط 7 صواريخ في مستوطنة "المطلة" حيث لحقت أضرار في المباني واندلع حريق في المنطقة بالإضافة إلى إصابة جندي إسرائيلي. وقالت القناة الـ "14" الإسرائيلية إن 8 صواريخ بركان "أحدثت أضراراً جسيمة وكبيرة في المطلة بأكملها، وتضرّرت الكابلات الكهربائية والاتصالات".
في المقابل يتواصل القصف الاسرائيلي مستهدفاً القرى والبلدات الجنوبية. وفي هذا الإطار، تعرّضت بلدة بيت ليف لقصف مدفعي اسرائيلي أدّى الى استشهاد عنصر من "حزب الله"، وهو يوسف محمد السيد "نينوى" مواليد عام 2003 من بلدة بيت ليف، الذي نعاه "الحزب" لاحقاً. وتعرضت بلدة عيتا الشعب لقصف مدفعي إسرائيلي متقطع، في وقت قام الجيش الاسرائيلي بعملية تمشيط من مرابضه في الجليل الغربي لأطراف بلدة علما الشعب بالأسلحة الرشاشة الثقيلة، وسط تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي والمسير في أجواء ألجنوب، لا سيما فوق الساحل الممتد من المنصوري حتى سواحل صور جنوبا وشمالاً.
وجدد الطيران الحربي الاسرائيلي غاراته مستهدفاً منطقة المرج الشمالي في بلدة ميس الجبل واطراف العديسة- كفركلا و بلدة الطيبة. كما تعرض وادي زبقين في القطاع الغربي لقصف مدفعي اسرائيلي. ونفذ الطيران الحربي الاسرائيلي عدواناً جوياً مستهدفاً بلدتي عيترون ويارون وحانين وعيتا الشعب في قضاء بنت جبيل. كما تعرضت على أطراف بلدة كفرشوبا لقصف مدفعي إسرائيلي. واستهدف قصف بمدفعية الميركافا منزلاً في بلدة كفرشوبا.
وفي السياق نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، على حسابه عبر منصة "إكس" أن "قوات جيش الدفاع التي نصبت كمينًا على الحدود الشمالية مطلع الأسبوع رصدت عنصرين من حزب الله كانا يقومان بزرع عبوة ناسفة ضد قواتنا، حيث وجّهت القوات نيران المدفعية الجوية لتصفية العنصرين اللذين حاولا تنفيذ عملية التفجير في منطقة موقع تسيبورن". كما نشر أدرعي اليوم فيديو لعملية الأسر، معلقًا: "شاهدوا العنصرين من حزب الله وهما يحاولان الهرب بعد كشفهما ورصد محاولتهما زرع عبوة ناسفة على الحدود قبل أيام. المسلحان قُتلا".