قرابة الواحدة من ظهر اليوم، أنهى عناصر الدفاع المدني اللبناني، عمليات رفع الأنقاض، من الشقة المستهدفة، في أحد المباني ضمن مجمع "سراج" السكني، في حي القلعة، في بلدة برجا الشوفية مساء أمس. وبلغت حصيلة المجزرة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي بواسطة طائراته المسيرة ثلاثين شهيداً وشهيدة، من ضمنهم عائلات بأكملها، مثل عائلة بسما، من بلدة عين بعال، في منطقة صور، وانتشلت جثامين متفحمة وأشلاء، تم جمعها من المكان، الذي تحول إلى ساحة من الركام، ناءت تحته جثامين طرية لأطفال وأمهات. علماً أن غالبية قاطني المبنى هم من النازحين الجنوبيين، وهو يقع على مقربة من ثانوية الشهيد كمال جنبلاط التي تأوي مئات النازحين.بلبلة في البلدةالعدوان الإسرائيلي على بلدة برجا، في منطقة جبل لبنان، والتي تضم نازحين، يساوي عددهم، أبناء برجا، (حوالي 28 ألفا) يقيمون في شقق ومنازل وثمانية مراكز إيواء، هو الثاني من نوعه منذ بدء العدوان الإسرائيلي في الثامن من تشرين الأول العام 2023، وكان سبقه عدوان مماثل على شقة سكنية في حي "زاروت" أسفر عن سقوط خمسة شهداء، بينهم عمال سوريين.وبلغ الخوف لدى الأهالي والوافدين " النازحين" ذروتهما، نتيجة حجم الاستهداف الإسرائيلي، لا سيما بعد أن سرت شائعات أنه تم استهداف مسؤول في حزب الله وصل قبل الغارة إلى المبنى. علماً أن القصف الإسرائيلي يوم أمس، والغارة التي سبقتها منذ نحو أسبوعين، لم تخل من حالات تشنج وتذمر، واستياء ونفور من برجاويين، بقيت محصورة على وسائل التواصل الاجتماعي. ويوم أمس وفي أوج استنفار الفرق الاسعافية، وانتشار الأجهزة الامنية اللبنانية، وعلى رأسها الجيش اللبناني، قرب المكان المستهدف، وفي محيطه، مؤمناً إفساح الطرقات لسيارات الإسعاف، جرى تداول مقطع فيديو يظهر إشكالاً بين شبان بجانب إحدى سيارات الإسعاف. هذا فضلاً عن تناقل صور ومحادثات عن تبعثر أوراق نقدية أجنبية "دولارات" وعملات لبنانية، من مكان الغارة. كما أشيع أن عناصر من "حزب الله" فرضوا طوقاً أمنياً حول المكان المستهدف، وحصول خلافات مع السكان.وفي هذا السياق أوضح عدد من أبناء البلدة والنازحين، الذين توافدوا إلى مكان الغارة عدم ملاحظتهم أي طوق أمني على المكان، باستثناء تواجد وحدات من الجيش اللبناني وفرعي المعلومات وأمن الدولة. وقالوا إن سيارة إسعاف للهيئة الصحية الإسلامية، التابعة لـ "حزب الله"، كانت اول السيارات الواصلة نتيجة تواجد مركزها في منطقة الجية، أقرب نقطة للغارة.وحول مقطع الفيديو الذي يظهر إشكالاً بجانب سيارة إسعاف ذكر هؤلاء أن الهرج والمرج، كان على خلفية طلب أحد المسعفين من الهيئة، من عدد من الشبان، إفساح المجال لنقل جثامين الشهداء والجرحى.على المستهدفين الابعتاد عن البلدةبعد الغارة الأولى، التي حصلت منذ نحو أسبوعين، طلبت خلية الأزمة، التي تنضوي فيها البلدية وممثلين عن أحزاب وتنظيمات وفعاليات، من النازحين "المستهدفين" من إسرائيل الابتعاد عن البلدة، من دون ذكر "حزب الله" بالاسم، وذلك حفاظاً على سلامة أبناء البلدة والنازحين معاً. ويوم أمس واكبت بلدية برجا، أعمال رفع الأنقاض وتنظيف المنطقة من الركام، على أن تعقد خلية الازمة، برئاسة البلدية، اجتماعا لها غداً، للتداول في مفاعيل هذا العدوان وارتداداته على المستوى المحلي.وفي تصريحه لـ"المدن" كرر رئيس بلدية برجا العميد حسن سعد، مطالبة كل من يعرف نفسه مستهدفاً بالابتعاد عن البلدة، وذلك حفاظاً على سلامة وأمن الجميع. وأسف سعد لسقوط أكثر من ثلاثين شهيداً من الابرياء، مؤكدا أن النازحين- الوافدين إلى البلدة مرحب بهم على الدوام بين أهلهم. ولكنا نطلب من المسؤولين المعنيين الإيعاز لـ"المستهدفين" بعدم المجيء الى البلدة، وبالتالي عدم تعريض أهالي برجا والوافدين على السواء، لأي خطر وأذى.وأضاف نحن لا نتحامل على النازحين ولا نمننهم. وعلى الرغم من أعدادهم الكبيرة، التي تفوق قدراتنا في تامين الواجبات تجاههم، لم يسجل منذ بدء توافد أهلنا النازحين، أي إشكال على الأرض، أو أي ضربة كف. وهذا أمر إيجابي يدل على رحابة صدر الجميع وتفهم الآخر. ودعا إلى عدم تضخيم الأحداث وبث الشائعات حفاظاً على السلم الأهلي.هذا ويؤكد عدد من النازحين، ممن التقتهم "المدن" مفضلين عدم ذكر أسمائهم، أنهم يتفهمون خصوصية البلدة، وهم حريصون شديد الحرص على أهلها، الذين لم يبدر منهم أي أذى تجاه النازحين.