عقد في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، بدعوة من رئيسه شارل عربيد، لقاء عمل تشاركي مع منسق لجنة الطوارئ وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال الدكتور ناصر ياسين ووزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور فراس الأبيض. وتم عرض خطة الطوارئ الوطنية والوضع الإنساني والصحي وآلية توزيع المساعدات، بالإضافة الى عرض خطط طوارئ للقطاعات الحيوية. وحضر اللقاء كل من رئيس لجنة الإقتصاد النائب فريد البستاني، ورئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب فادي علامة، ورئيس الإتحاد العمالي العام الدكتور بشارة الأسمر، وجمعيات المجتمع المدني المنظم والمنظمات الدولية.عربيد: الأزمة قد تطولإثر اللقاء، أشار عربيد إلى أنّ "هذه الأزمة قد تطول، وهذا يدعونا إلى المزيد من التنظيم والمطلوب التكافل والتضامن الإجتماعي"، لافتًا إلى "أن الهدف من اللقاء هو إشراك المجتمع المدني المنظم بتوزيع المساعدات ووجوده إلى جانب المواطنين". وطالب عربيد بـ "لجنة طوارئ إقتصادية إجتماعية للبحث عن حلول لما بعد وقف إطلاق النار"، مشددًا على "ضرورة مصارحة الناس، لاسيما وأننا قادمون على مرحلة صعبة ستكون أصعب من اليوم. ويجب علينا البدء بالتفكير في حلول لها علاقة بإعادة تدوير المحركات الإقتصادية في سبيل العودة إلى مجتمع منتج".
وأسف عربيد "لأن البلد مشلول والإستهلاك معدوم"، وأشار إلى أنّنا اليوم "في درجات نمو سلبية كبيرة"، متمنيًا أن نتمكن من استعادة نشاطنا الإقتصادي بعد حصول وقف إطلاق النار، "من أجل أن نكون إلى جانب أهلنا"، مؤكدًا "أن المجلس الإقتصادي موجود دائما، كمكان للحوار مع الحكومة و المسؤولين والوزراء والمجتمع المدني". ياسين: مسارات لتأمين الدعم الإنسانيمن جهته، وصف الوزير ياسين الحوار في المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي بأنه "مهم"، مشيرًا إلى وجود "مسارات نعمل عليها لتأمين الدعم الإنساني لأهلنا النازحين"، حيث يوجد لغاية اليوم "بعد 45 يومًا من الحرب حوالى 45 الف أسرة. ونعرف أن هناك أعداداً أكبر بكثير، وبحدود الـ 174 أو 175 ألف أسرة موجودة خارج مراكز الايواء، ولم يصلها الكثير، لأنه هناك نقصا في المساعدات."
وأضاف ياسين أنّ اللقاء تناول "هذه المسارات وكيفية تفعيلها والتكامل مع المجتمع المدني"، وشدد "على أهمية دور الدولة اللبنانية وعودتها بكافة مكوناتها وأدواتها لتحمل مسؤولياتها، حيث يوجد تحديات كبيرة من ناحية النقص في الموارد البشرية والمالية." لكن ياسين شدّد على أن تكون المساعدات "الوزارات والإدارات"، طالما أن هناك في الدولة أشخاص "أوادم"، يحرصون على مساعدة أهلنا النازحين ويصرون على بناء الدولة وقيادة عملية تقديم المساعدات."الابيض: من أكبر الأزمات التي عاشها لبنانولفت الابيض إلى "أهمية اللقاء، كونه أتاح النقاش المعمّق في تأثيرات الحرب التي تعتبر من أكبر الأزمات التي يشهدها لبنان، وتقييم خطة الطوارىء الصحية التي وضعتها الوزارة". وقال الأبيض "أن خطة الطوارىء الصحية التي وضعتها الوزارة أثبتت فعاليتها، وهي تطبق بشكل جيد بما يتيح للقطاع الصحي أن يقدم الخدمات الطبية لعدد من الجرحى والنازحين". وأشار الأبيض إلى "أهمية التشابك بين القطاعين العام والخاص، والذي يؤكد عليه المجلس الاقتصادي والاجتماعي، حيث برزت فاعلية التعاون في القطاع الصحي بين المستشفيات الحكومية والخاصة". وفي الخلاصة، أكّد الأبيض على أهمية برامج المكننة التي تعتمدها الوزارة، كونها تشكل ضمانة للشفافية في التعامل مع استقبال المساعدات وفرزها وتوزيعها. كما شدّد على ضرورة استمرار التخطيط لما بعد الازمة، مؤكدا عدم التوقف عند هذه المرحلة وما تتطلبه من ردود فعل بل البدء أيضا بتخطيط سليم لكيفية النهوض من الأزمة فور انتهائها، والا فلن تكون النتائج بحجم المطلوب.