مجدداً، عاد الترويج الاسرائيلي للحديث عن تقدم نحو تسوية بخصوص الحرب على لبنان، في سياق سيناريو مماثل لما شهدناه قبل نحو اسبوعين مع فشل مهمة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين. أمران يختلفان اليوم عن سيناريو الأمس الفاشل، الأول ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية، اليوم الاحد، بأنّ إسرائيل تدرس خيار التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار مؤقت مع حزب الله في لبنان، في ظل مخاوف تل أبيب من إمكانية صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يقيّد بشكل كبير حرية إسرائيل العسكرية. والأمر الثاني هو الزيارة المرتقبة اليوم لوزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن. ديرمر الذي أجرى زيارة سرية إلى روسيا قبل أيام لبحث تهدئة لبنان، وسيسافر اليوم إلى واشنطن لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق.
وأشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي في هذا الإطار إلى أنّ ديرمر يتولى مسؤولية المفاوضات الرامية للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب بين لبنان وإسرائيل بصفته ممثلاً لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وإعتبرت الإذاعة أنّه "من المتوقع أن تلعب روسيا دوراً مهماً في اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار".رسالة ترامب لبايدنينسحب هذا الجو على ما أشارت إليه صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلاً عن مسؤولين أميركيّين، بأنّ "الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب بعث برسالة إلى إدارة الرّئيس الحالي جو بايدن، يدعو فيها إلى إحراز تقدّم نحو تسوية أعمال العنف في شمال إسرائيل". وأكّدوا أنّ "فرص التّسوية في لبنان تحت قيادة مبعوث بايدن آموس هوكشتاين، وبتشجيع من ترامب، تتزايد".
وكذلك تحدثت هيئة البث الإسرائيلية، عن"تقدم حقيقي في الاتصالات بخصوص الجبهة الشمالية". ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مسؤول سياسي، أن "حديثاً يدور حول اتفاق جيد جدا لإسرائيل في الجبهة الشمالية يلبي مصالحها بشكل أمثل".غارات إسرائيليةميدانياً، الغارات الإسرائيلية لم تتوقف. تمعن إسرائيل في استهداف مناطق من خارج خارطة الإنذار مخلفة المجازر والعدد الكبير من الضحايا، وهو ما يتوقع استكماله بعنف خلال هذه المرحلة الحرجة من العدوان الإسرائيلي على لبنان. وصباحاً، أغار الطيران الإسرائيلي على منزل في بلدة علمات قضاء جبيل مما أدى إلى سقوط 16 شهيداً بالاضافة إلى عدد من المفقودين وجميعهم من سكان بعلبك كانوا نزحوا إلى المنطقة هرباً من الاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف المنطقة.
فيما سُجل تحليق للطّيران الحربي الإسرائيلي فوق بيروت وكسروان، على علو منخفض.
وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات استهدفت بلدات زوطر الغربيّة والخيام وعين بعال، بالتّزامن مع قصف مدفعي إسرائيلي على الخيام، حمى راشيا الفخار، الحنية، صديقين والقليلة.
يُذكر أنّ فرق الدفاع المدني والصليب الأحمر ما زالت تعمل على البحث عن عدد من المفقودين تحت أنقاض المبنى الذي دمّرته غارة إسرائيليّة في بلدة ديرقانون- راس العين مساء أمس، وأدت إلى استشهاد 17 شخصاً، من بينهم نجل المسؤول التنظيمي لحركة امل في جبل عامل المهندس علي اسماعيل وشقيقه محمد. كما اغار الطيران الإسرائيلي على بلدة حناويه مستهدفا منزلاً ما ادى الى استشهاد خمسة مواطنين، ونفذ غارات استهدفت بلدات سلعا، والوزاني.
ومنذ الفجر وبعد منتصف الليل تعرضت بلدات مجدل زون وطيرحرفا والضهيرة واطراف كونين ومدينة بنت جبيل لقصف مدفعي مباشر.مجازر بعلبكوفي بعلبك التي شهدت مساءً على مجازر في بلدات عدة أدى إلى استشهاد عدد كبير من المواطنين، استكمل الطيران الحربي الإسرائيلي شن غاراته عليها. واستهدف الطيران بغارة منزل في حي آل اللقيس في مدينة بعلبك، كما نفذ غارة على بلدة سرعين ما أدى إلى سقوط شهيد، وسط استمرار تحليق الطيران المعادي على علو منخفض في اجواء مدينة الهرمل وقرى القضاء.وفي البقاع الغربي، نفذ الطيران الإسرائيلي غارات على سحمر ومشغرة.ضربات الحزبفي المقابل، تحدثت القناة 12 الإسرائيلية عن إطلاق 8 صواريخ من لبنان نحو كريات شمونة والجليل. وسقط صاروخ بشكل مباشر على مبنى في منطقة تل حاي بالجليل.
وأعلن حزب الله في سلسلة بيانات عن استهدف تجمع لقوات الجيش الإسرائيلي قرب بوابة حسن في محيط بلدة شعبا بصليةٍ صاروخية، وتجمع اخر لقوات الجيش المعادي في مستوطنة هفوشريم بصلية صاروخية.القمة السعوديةوعلى مستوى الحراك السياسي، يتوجه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم الى الرياض للمشاركة في القمة العربية – الإسلامية التي دعت اليها السعودية للبحث في استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، وتطورات الأوضاع في المنطقة. ميقاتي سيطلب الضغط على دول القرار لوقف العدوان الإسرائيلي ووضع حدّ للإبادة والمجازر، وطلب العون لمساعدة النازحين والوقوف إلى جانب لبنان بمرحلة إعادة الاعمار بعد الحرب.
ميقاتي كان قد أعرب أمام زواره بالأمس عن أمله في أن تحمل الأيام المقبلة أخباراً سارّة على صعيد وقف اطلاق النار. وقال إنّ تقدّماً حصل في صيغة الحل التي يجري التداول فيها، وإذا قيض لهذا التقدّم أن يتكرّس، فإنّ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين سيعود إلى بيروت لاستئناف مهمّته. وهو ما يتقاطع مع المعلومات التي تروج لعودة هوكشتاين إلى بيروت الأسبوع المقبل، إذ تشير المعلومات إلى أن المبعوث الأميركي ينتظر ردودًا من إسرائيل بشأن وقف النار، وفي حال الايجاب قد يُعمل على بلورة صيغة جديدة مع لبنان الأسبوع المقبل.