بسلسلة غارات تدميرية، قصف الطيران الحربي الإسرائيلي الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد تهديدات وجهها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بوجوب اخلاء المنطقة وتحديداً المباني المحددة في حارة حريك، الغبيري، الليكلي، والحدث. وعلى وقع الغارات العنيفة، لا رهان بعد على وقف اطلاق النار، ما صدر بالامس عن وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ينذر بأنّ كل الأجواء والاخبار التي يتم تداولها عن تسوية محتملة لا تمت للواقع بصلة. إذ تسعى إسرائيل إلى تكرار سيناريو غزة، بعدما أوحت بالكثير من الايجابية، ولكنّها كانت في كل مرة تعرقل أي منحى للتفاوض، وهو ما تفعله اليوم أيضاً في لبنان، وهي تضع شروطاً تعجيزية تعلم أن لبنان لن يقبل بها.
وبدأت الغارات تباعاً على مناطق الصفير وحارة حريك والغبيري في الضاحية الجنوبية، وسط حركة نزوح لعدد من السكان الذين يقصدون بيوتهم ومحالهم عادة في الصباح لتفقدها. وسُمع اطلاق نار كثيف لتحذير السكان المتواجدين بالاخلاء.
هكذا، تستمر إسرائيل في ضرب لبنان بعنف، فيما خرجت القمة العربية - الاسلامية بنتائج وتوصيات شبه متوقعة لجهة تحميل إسرائيل مسؤولية فشل مفاوضات وقف النار في لبنان وغزة. ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار في لبنان والإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة استناداً للدستور وتنفيذ اتفاق الطائف. وبحسب الاوساط السياسية فانّ ما يعول عليه هو نتائج اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على هامش القمة، وما سيتم متابعته عبر القنوات الديبلوماسية في مرحلة ما بعد القمة، لتأمين الدعم للوقوف إلى جانب لبنان.غارات إسرائيليةواليوم، بدأت آلة الحرب الإسرائيلية على لبنان منذ الفجر، وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على صور، استهدفت فيها مبنى في المساكن الشعبية في المدينة، ما أدى إلى سقوط 3 شهداء وجرح اخرين. واستهدفت مسيّرة اسرائيلية حي البركة في بلدة المروانية قضاء صيدا ما أدى الى وقوع 4 جرحى، كما استهدف القصف المدفعي المعادي بلدة يحمر الشقيف واطرافها، لا سيما حارة الجامع القديم والحارة التحتا، بالاضافة الى بلدة أرنون المجاورة. وتعرضت بلدة الناقورة وجبل اللبونة واطراف علما الشعب فجرًا لقصف مدفعي مصدره البوارج البحرية المعادية.
واستمرت الاعتداءات الاسرائيلية على قرى قضاءي صور وبنت جبيل حتى الصباح فأغار الطيران الحربي على بلدات الطيري، حداثا، صديقين، صريفا، الحنية، المنصوري، رشاف، مجدل سلم، جبال البطم، كفرا، المعلية، والعباسية.
وشنت مسيرة اسرائيلية غارة بصاروخ موجه مستهدفة شقة في نزلة بن الكمال في مدينة النبطية.
وبقاعا، استهدفت غارة إسرائيلية عنيفة مدينة الهرمل ما ادى إلى استشهاد مواطن. واستهدفت غارة اخرى بلدة بوداي. استهدافات الحزبفي المقابل، يواصل حزب الله التصدي لتوغلات قوات إسرائيلية، وقصف المواقع العسكرية والبلدات الإسرائيلية في الشمال. ودوت صافرات الإنذار في عدة مناطق في الجليل الأعلى والغربية وفي بلدة كريات شمونة ومحيطها، وذلك تحسبا من تسلل طائرات مسيرة مفخخة وإطلاق رشقات صاروخية من لبنان.
من جانبه أكد الجيش الإسرائيلي سقوط طائرة بدون طيار في نيشر بدون تفعيل صافرات الإنذار. وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق رصد عدد من الاهداف الجوية المشبوهة التي عبرت من لبنان.
ونقلت القناة 13 الإسرائيلية تقديرات الجيش الإسرائيلي لقدرة حزب الله، وقالت إنّ "حزب الله لديه الآن حوالي 100 صاروخ دقيق وآلاف القذائف ومئات الصواريخ وهناك حوالي 200 بلدة لبنانية لم يتم دخولها".
على الجانب الاخر، أعلن حزب الله في بيان عن تصديه "لطائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع هرمز 450 في أجواء النبطية وأجبرناها على مغادرة أجواء لبنان". كما أعلن استهداف مستوطنة كفر بلوم بصليةٍ صاروخية.