ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي أعمال بناء بنية تحتية واسعة في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، بحسب تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" الأربعاء.
وتتقدم هذه الأعمال التي تمتد إلى مناطق تواجدت فيها مستوطنات قبل العام 2005، بشكل سريع، بحيث يحوّل الجيش ممرات إلى شوارع عريضة ويقيم مواقع عسكرية لفترة طويلة.
ورشة بناءويبيّن التقرير أن "أكوام التراب وبقايا مباني مهدومة قبل بضعة شهور"، تحوّلت الآن إلى "ورشة بناء في مراحل تطوير متسارعة، بحيث يجري شقّ شوارع عريضة ونصب هوائيات خلوية، إلى جانب بنية تحتية للمياه والصرف الصحي والكهرباء، ومبانٍ متنقلة أو ثابتة".
وذكر التقرير أن أعمال التطوير هذه في أوجها، وأن مشاهد الأعمال التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في محيط محور "نيتساريم"، بات بالإمكان مشاهدة مثلها في أكثر من مكان في القطاع، "والهدف سواء يجري الحديث عنه علناً أم لا، واضح، وهو إقامة بنية تحتية من أجل بقاء الجيش لفترة طويلة في المنطقة".
وفي الأثناء، يشق الجيش الإسرائيلي شارعاً آخر في محور "كيسوفيم"، بين دير البلح وخانيونس، في جنوب القطاع، بحيث توجد بجانبه منطقة تجمّع القوات الإسرائيلية ومنطقة مفتوحة "حتى الآن على الأقل"، بحسب التقرير.
ويدل "الرسم البياني القتالي للعام 2025"، الذي تلقاه ضباط وجنود في الخدمة النظامية والاحتياط في الأسابيع الأخيرة، على استمرار تموضع الجيش في القطاع في العام المقبل، بحسب الصحيفة.
إعادة احتلال القطاع
وفي السياق، قال ضابط إسرائيلي في القطاع، إن "الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من هنا، قبل العام 2026".
ونقل التقرير عن ضباط وجنود إسرائيليين قولهم إن الجيش بدأ في الأسابيع الأخيرة، "بتجريد مساحات كبيرة" داخل القطاع، أي "تدمير مبانٍ وبنية تحتية موجودة"، بادعاء "ألا تشكل خطرا على الجنود، لكن لن يتمكن أحد من السكن فيها أيضاً. وإلى جانب ذلك، يّنشئ الجيش الإسرائيلي بنية تحتية جديدة، بينها فتح محاور وشق شوارع عريضة وتمهيد الأرض للسكن لأمد طويل".
وقال ضابط إسرائيلي في منطقة محور "نيتساريم" لـ"هآرتس"، إنه "يوجد داخل حاويات محصنة، نقاط كهرباء ومكيف هوائي وكل شيء، وهذا كان بمستوى أعلى من معظم المواقع العسكرية التي كنت فيها خلال خدمتي. وكان لدينا مطبخ لمنتجات الألبان وآخر لمنتجات اللحوم، وكنيس، كما أن غرفة قيادة العمليات كانت داخل حاوية محصنة".
وأضاف الضابط نفسه أن "الشعور كان أن هذا خط آخر في غلاف غزة، أو الضفة الغربية، وليس ترتيباً مؤقتاً في منطقة خطيرة. وكنا نتجول بدون خوذ ودروع واقية ولعبنا كرة قدم داخل الموقع العسكري. وكنا نشوي لحوم في كل مساء تقريباً، ولم يكن هناك شعوراً بأننا نتواجد في منطقة حرب".
وأشار التقرير إلى أن ما وصفه الضابط كان قبل أشهر، وأن "الظروف هناك تحسنت. وهذا كله إلى جانب إخلاء شمال القطاع من السكان وتحويله إلى ما يشبه جَيب عسكري".
وكان الجيش الإسرائيلي قد سيطر على أراض وشوارع في قطاع غزة منذ بداية الحرب، لكن الأعمال الجارية الآن تشير إلى "إنشاء جيوب (إسرائيلية) بدأت تذكر بالفترة التي سبقت تنفيذ خطة الانسحاب في العام 2005: شارع واسع في محور نيتساريم وحوله مواقع عسكرية"، حسب التقرير.