قالت القناة (12) العبرية، اليوم الثلاثاء، إن هناك اتفاقاً مبدئيا يقضي بالإفراج عن أربع جثث لإسرائيليين محتجزين لدى حركة حماس قبل الموعد المحدد سابقاً.
ووفقاً للقناة، قد يتم الإفراج عن الجثث خلال الساعات المقبلة. وذكرت أن هناك نقاشات مكثفة بين الأطراف المعنية بهدف التوصل إلى تفاهمات جديدة، تشمل آلية تنفيذ الإفراجات المتبادلة وشروط وقف القتال في المرحلة المقبلة.
في غضون ذلك، جدّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، دعمه لطرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، فيما اقترحت المعارضة الإسرائيلية تلزيم إدارة غزة لمصر.
وجاء كلام نتنياهو، في حين، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، أجّل زيارته إلى المنطقة، قائلة إنه لن يصل غداً الأربعاء، وإنه لم يتم بعد تحديد موعد لوصوله إلى المنطقة وإسرائيل.
تشكيل الشرق الأوسط
وكرّر نتنياهو، في كلمة مسجلة أمام مؤتمر لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، قوله إن خطة ترامب يجب أن تحظى بالدعم والتنفيذ.ةوقال إن إسرائيل تسعى إلى تحقيق "نصر كامل" في الحرب، بما يشمل تحقيق أهدافها المعلنة للحرب على غزة.
وتابع أن إسرائيل تعمل على تحقيق أهدافها بالكامل، والتي تشمل "القضاء على حماس، واستعادة جميع الرهائن، وضمان ألا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل في المستقبل، وعودة جميع مواطنينا إلى منازلهم في الجنوب والشمال بأمان".
ورأى أن إسرائيل "تعيد تشكيل وجه الشرق الأوسط بفضل القرارات الجريئة التي اتخذناها، رغم المعارضة الداخلية والدولية". كما أبدى دعمه لـ"خطة ترامب" التي تهدف إلى "إتاحة الفرصة لسكان غزة لمغادرتها".
وزعم نتنياهو أن "150 ألفًا من سكان غزة غادروا بالفعل خلال الحرب". وتساءل: "لماذا لا نمنحهم فرصة المغادرة؟ لماذا لا نمنحهم حرية اختيار مكان وجودهم؟". وأكد أن "خطة ترامب يجب أن تحظى بالدعم وأن يتم تنفيذها".
ونقلت "بلومبيرغ" عن مصدر مطلّع، قوله إن الجيش الإسرائيلي، لا يخطط للانسحاب من منطقة الحدود مع مصر في الوقت الحالي. وأضاف أن "حكومة نتنياهو تريد إنشاء مناطق عازلة في شمال وشرق غزة وتفكيك قدرات حماس خلال المرحلة الثانية".
من جهته، اقترح زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أن تتولى مصر إدارة قطاع غزة للسنوات الثماني المقبلة على الأقل عقب نهاية الحرب بين الدولة العبرية وحركة حماس، لقاء إعفائها من قسم كبير من ديونها.
وقال لابيد، أمام منتدى في مركز أبحاث في واشنطن، إن "الحل هو أن تتولى مصر مسؤولية إدارة قطاع غزة لثماني سنوات، مع خيار تمديد ذلك الى 15 سنة".
رفض قاطع
في المقابل، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رفضه القاطع لأي محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني.
وأشار خلال استقباله رئيس تيار الحكمة الوطني العراقي عمار الحكيم، إلى أن مثل هذه الطروحات، تمثل خطراً على الأمن القومي لدول المنطقة، فضلاً عن أنها تقضي على فرص حل القضية الفلسطينية بشكل عادل.
مذكرة بايدن
وفي سياق متصل، أفادت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، أن إدارة ترامب، ألغت مذكرة للرئيس السابق جو بايدن تفرض قيوداً إضافية على توريد الأسلحة الأميركية، حيث اشترطت على الدول المستوردة للأسلحة تقديم تعهدات مكتوبة بعدم استخدامها في انتهاكات للقانون الإنساني الدولي.
ووفقاً للصحيفة، جاء هذا الإلغاء للمذكرة التي أصدرها بايدن في ظل مساعٍ للتوفيق بين دعمه للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومخاوفه بشأن "الخسائر البشرية بين المدنيين الفلسطينيين"، في إطار توجه إدارة ترامب نحو تعزيز نهجها القائم على شعار "أميركا أولاً" في السياسة الخارجية.
وبحسب الصحيفة، أصدر مستشار الأمن القومي مايكل والتز، في 21 شباط/ فبراير الجاري، قراراً ينقل توجيهًا مباشراً من ترامب بإلغاء المذكرة، وهو القرار الذي أكده عدد من المسؤولين الاميركيين، في خطوة لم يعلن عنها رسمياً حتى الآن.
وقالت الصحيفة إن هدف بايدن كان "زيادة الضغط" على إسرائيل لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأثار هذا القرار انتقادات واسعة في الأوساط السياسية الأميركية، حيث وصفه السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين، بأنه "إضرار بالأمن القومي الأميركي وبمكانة الولايات المتحدة عالمياً"، معتبراً أن الخطوة تمثل "استهانة صريحة بالقيم الأميركية".
من جهتهم، رحّب نواب جمهوريون بارزون بإلغاء المذكرة، معتبرين أنها كانت "مجرد عراقيل بيروقراطية غير ضرورية".
من جانب آخر، يزور وزير المالية الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش، الولايات المتحدة الأسبوع المقبل بدعوة من وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، وذلك للمرة الأولى منذ تعيينه في المنصب، وبعد أن قاطعته إدارة بايدن في السنوات السابقة.
كما سيزور واشنطن الأسبوع المقبل أيضاً، وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، الذي سيلتقي مع نظيره الأميركي ماركو روبيو.