هنا يمكنك أن تسير إلى جانب حقيبة سفر ذاتية الحركة تسابق خطاك، وأن تتحدث مع سما مضيفة الذكاء الاصطناعي عبر تقنية الهولوغرام لتحجز تذكرة سفر، أو أن تتجول في عوالم الميتافيرس مع النظارات المتطوّرة. كما يمكنك التعرّف على أدوات الذكاء الاصطناعي، التي تستخدم عالميًا مثل "كوبايلوت" و"جيميناي" وغيرها، أو أن تبدأ مشروعك وتؤسس شركتك، أو حتى تتجوّل في عوالم "تيك توك" و"سناب شات" لالتقاط الصور والفيديوهات المرحة. إنها "قمة الويب قطر 2025" التي جمعت في قلب الدوحة كبرى الشركات في العالم، ومئات الشركات الناشئة، التي تسعى للانطلاق في عالم الأعمال. وامتدت فعاليات القمة على مدى أربعة أيام، في حركة ديناميكية، عكست ملامح المستقبل الرقمي لدولة قطر.
تمكين الشركات الناشئةمن زخم الفعالية إلى تسارع التحوّل الرقمي، التقى رواد الأعمال في حوارات ملهمة تخللتها اتفاقيات إستراتيجية، رسمت مشهدًا تكنولوجيًا نابضًا بالحياة، يتماهى مع رؤية قطر الوطنية 2030، حيث الابتكار ركيزة أساسية لاقتصاد متنوع ومستدام.أسدلت "قمة الويب قطر" الستارة على نسختها هذا العام بالإعلان عن تسجيل مشاركة 25747 شخصًا، بزيادة 72 بالمئة عن العام الماضي، بينهم 723 مستثمرًا و1520 شركة ناشئة لتشكيل ملامح اقتصاد الغد، من بينها 47 بالمئة من الشركات التي تقودها نساء، إضافة إلى 381 متحدثًا.وكان جناح "ابدأ من قطر" قلب الحدث النابض حيث كان البوابة المفتوحة لتمكين الشركات الناشئة، مع إبداء 1634 شركة عن رغبتها بتأسيس أعمالها في الدولة. ومن هذه المنصة منحت تراخيص لحوالي 156 شركة جديدة خلال أيام القمة لتكون الدوحة نقطة انطلاقها.الابتكار والاستثمار في المستقبلفي ظل التحولات الرقمية المتسارعة، لم تقتصر القمة على النقاشات والحوارات والجلسات الغنية بالمعلومات، بل كانت محركًا فعليًا للشراكات الاستراتيجية. فقد شهدت يوميات القمة توقيع 56 مذكرة تفاهم، ما يعكس الالتزام بتعزيز ريادة الأعمال والابتكار.وأكد الشيخ جاسم بن منصور بن جبر آل ثاني، رئيس اللجنة الدائمة لاستضافة القمة، أن النجاح الاستثنائي لهذه النسخة يمثل خطوة جديدة نحو اقتصاد قائم على المعرفة، حيث تتلاقى العقول والأفكار لتسريع تبني التكنولوجيا وتحقيق أهداف الأجندة الرقمية لدولة قطر. علمًا أن "قمة الويب" ستعقد في قطر للسنوات المقبلة حتى العام 2028.أرفع جائزة بالقطاع التكنولوجي في العالمكان الذكاء الاصطناعي حاضرًا بقوة في القمة التي شهدت 120 جلسة تفاعلية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز التواصل والتعاون بين الخبراء والمبتكرين. كما استحوذ على 17 بالمئة من إجمالي الشركات الناشئة المشاركة، تلاه قطاع البرمجيات كخدمة، والتكنولوجيا الصحية، والتكنولوجيا المالية، والتعليم.وشارك مستثمرون من كبرى الشركات العالمية مثل "جري كروفت"، و"500 جلوبال"، و"بيك إكس في" لاستكشاف إمكانات الشركات الناشئة الواعدة. وتمكنت الشركات الناشئة في مرحلة التأسيس، التي شاركت في نسخة العام الماضي من جمع تمويل بإجمالي بـ120 مليون دولار خلال السنة الماضية.
وفي اليوم الختامي للقمة أعلن عن فوز شركة "ميتال كيمي" بجائزة "PITCH"لأفضل شركة ناشئة شاركت في قمة الويب قطر 2025، وذلك برعاية الشركة القطرية لحلول القوى البشرية "جسور". وهي أرفع جائزة من نوعها في القطاع التكنولوجي في العالم، وتُمنح للشركات المتميزة في قطاع التكنولوجيا. وضمت القائمة النهائية للشركات المتنافسة ثلاث شركات متخصصة في مجالات التعليم والاستدامة والتكنولوجيا النظيفة.استقطب الحدث اهتمامًا إعلاميًا عالميًا من 710 مؤسسات إعلامية، أبرزها "وول ستريت جورنال" و"فايننشال تايمز" و"رويترز" و"الجزيرة"، و"سي إن بي سي". كما شهدت الفعاليات جلستين مع معتز عزايزة المصور الصحفي الفلسطيني الذي تحدّث عن تجربته في تغطية العدوان الإسرائيلي على غزة، داعيًا الجمهور "لا تنسوا غزة، ولا تجعلوا أهل فلسطين فورة على التواصل الاجتماعي".وفي المشهد الختامي، تراقصت الألعاب النارية في سماء الدوحة، ليس احتفالًا بنهاية القمة، بل بانطلاقة جديدة. فالطاقة التي بثتها القمة ستظل تحرك عجلة الابتكار في قطر، تدفعها رؤية وطنية تضع التكنولوجيا وريادة الأعمال في صدارة أولوياتها. من هنا، تبدأ الحكاية، وما شهدناه في "قمة الويب قطر 2025" ليس سوى محطة في رحلة رقمية مستمرة نحو المستقبل!