في ظل أوضاع إنسانية متردية وارتفاع حاد في الأسعار، يعيش سكان محافظة القنيطرة جنوب غرب سوريا، أوضاعاً صعبة تزداد تعقيداً مع حلول شهر رمضان. المحافظة التي تعتمد بشكل رئيسي على الزراعة وتربية المواشي، تعاني من شح الأمطار وارتفاع أسعار الأعلاف، بالإضافة إلى الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة التي تفاقم معاناة الأهالي.معاناة المزارعين ومربي المواشييقول أبو أحمد، أحد سكان القنيطرة، في حديثه لـ"المدن": "مصدر رزقي الوحيد هو تربية الأغنام، ولكن نقص الأمطار هذا العام وارتفاع أسعار الأعلاف يجعل من الصعب تأمين الطعام للمواشي. كما أنني أخشى الرعي في الأراضي القريبة من السياج الحدودي خوفاً من اعتقال القوات الإسرائيلية لي أو استهداف أغنامي بشكل مباشر." ويضيف أن الوضع أصبح أكثر سوءاً مع التوغلات الإسرائيلية المستمرة، والتي أدت إلى قضم المزيد من الأراضي الزراعية، مما حدّ من المساحات المتاحة للرعي.شح المساعدات الإنسانيةمنذ تحرير سوريا من حكم الأسد، لم تصل إلى القنيطرة سوى 20 شاحنة مساعدات سعودية فقط، وهو عدد لا يكفي لتغطية احتياجات السكان الذين يرزحون تحت وطأة الفقر وارتفاع الأسعار.ويقول أحد الناشطين المحليين أن "القنيطرة تعتبر منطقة منكوبة، لكن المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لا توليها الاهتمام الكافي. الأهالي يواجهون ظروفاً صعبة في تأمين قوت يومهم، خاصة في ظل ارتفاع الأسعار مع حلول شهر رمضان".وتعيش القنيطرة حالة من التوتر الدائم نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، حيث تتعرض الأراضي الزراعية للقصف المباشر أو المصادرة، ما يعيق قدرة المزارعين على الاستفادة منها. كما أن الخوف من الاعتقال أو استهداف المواشي يمنع مربي الأغنام من الاقتراب من المناطق القريبة من السياج الحدودي.نداء استغاثةويطالب سكان القنيطرة الجهات الإنسانية والمجتمع الدولي بالتدخل العاجل لتقديم المساعدات الغذائية والطبية، ودعم المزارعين ومربي المواشي في تأمين الأعلاف، بالإضافة إلى الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف الانتهاكات المستمرة التي تزيد من معاناة السكان.في ظل هذه الظروف، يبقى أهالي القنيطرة صامدين رغم القهر والجوع، على أمل أن تحمل الأيام القادمة انفراجاً يخفف من معاناتهم المتفاقمة في شهر الرحمة.