توقفت الاشتباكات على جانبي الحدود بين لبنان وسوريا، بعد أن حصدت أرواح 18 شخصاً في البلدين، بسبب الاشتباكات العنيفة والقصف المتبادل، وسط تغيير بخرائط السيطرة من الجهة السورية. وأكد مصدر من وزارة الدفاع السورية أن الجيش السوري يحترم سيادة الأراضي اللبنانية، ولم يكن لديه أي نوايا للاعتداء عليها.كيف دخل الجنود لبنان؟بدأت الاشتباكات إثر مقتل 3 جنود من الجيش السوري في قرية القصر اللبنانية، الأحد الماضي، إثر دخولهم إلى لبنان عن طريق الخطأ كما بحسب مصادر "المدن". لكن الرواية الرسمية السورية تقول إن عناصر من "حزب الله" دخلوا إلى ريف القصير في ريف حمص الغربي، على المقلب الآخر من الحدود مع لبنان، من جهة الهرمل، وخطفوا الجنود لثلاثة ثم قتلهم، في حين أكدت الرواية الرسمية اللبنانية أن القتلى الثلاثة هم مهربون سوريون.خرائط السيطرةوما بين تضارب الروايات الرسمية، كان صدى القصف والاشتباكات هو المسيطر على المشهد، منذ مساء الأحد. فإثر مقتل الجنود، واتهام وزارة الدفاع السورية حزب الله بالوقوف خلف مقتلهم، وهو ما نفاه الحزب بشكل قاطع، دفعت الوزارة بتعزيزات عسكرية، وبدأت قصفاً مكثفاً باتجاه قرى حدودية سورية، وقرى لبنانية، يسيطر عليها حزب الله، بحسب الرواية السورية.من الجانب اللبناني، شارك الجيش اللبناني، بعد تعليمات من قيادة الجيش، في الرد على مصادر النيران من الجانب السوري، وذلك إلى جانب مسلحين تتهمهم وزارة الدفاع السورية بالتبعية لحزب الله.ويؤكد مصدر من وزارة الدفاع السورية لـ"المدن"، مشاركة عناصر مدربين من حزب الله في المواجهات مع الجيش السوري، موضحاً أنهم من عشائر الهرمل والبقاع اللبناني. ودلّ على ذلك بتعرض الجيش السوري للقصف بصواريخ موجّهة، إضافة إلى استخدام رشاشات ثقيلة حتى في محاولات إسقاط طائرات مسيّرة من طراز "شاهين".ويوضح المصدر أن القوات السورية بسطت سيطرتها على قرية حوش السيد علي في ريف القصير، بعد اشتباكات عنيفة مع "مسلحي حزب الله"، مضيفاً أن الأخير حاول استعادة السيطرة عليها، والتقدم نحو قرى أخرى، لكن تم صدها "بقوة".ويشير إلى أن الجيش السوري عثر في قرية السيد علي على أسلحة وذخائر وحبوب مخدرة، لافتاً إلى أن القصف توقف بين الجانبين، بعد الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار مع السلطات اللبنانية.وفيما شدد على أن العملية انتهت، أكد على أن الجيش السوري ملتزم بالدفاع عن جنوده وعن السوريين "ضد أي تهديد وتحت أي ظرف"، كما أكد على أن الجيش "نظّف" قرى حوش السيد علي ومطربا وزيتا من عصابات التهريب والمخدرات وتم طردهم إلى الجانب اللبناني، ويستكمل فرض السيطرة عليها وتأمينها.وأوضح المصدر أن الجيش السوري سيقيم مواقع محصنة لمكافحة عمليات تهريب السلاح والمخدرات بين البلدين في هذه المناطق.حصيلة القتلىوتوقف القصف والاشتباكات بين الجانبين، بعد وصول وزارتي الدفاع اللبنانية والسورية إلى اتفاق وقف إطلاق نار، بعد اتصال وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى بنظيره السوري مرهف أبو قصرة، بحثا خلاله "التطورات على الحدود اللبنانية-السورية"، و"جرى الاتفاق على وقف النار بين الجانبين"، بحسب بيان الدفاع اللبنانية.كما أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية عن قيام الوزير يوسف رجي ببحث التطورات على الحدود مع نظيره السوري أسعد الشيباني في بروكسل، حيث اتفق الجانبان على متابعة الاتصالات "بما يضمن سيادة الدولتين، ويحول دون تدهور الأوضاع".وبلغت حصيلة القتلى في الجانبين، 18 قتيلاً، إذ سقط من الجانب السوري 11 قتيلاً، بينهم مدنيون، فضلاً عن عدد من الجرحى العسكريين والمدنيين. فيما سقط في الجانب اللبناني، 7 قتلى مدنيين وجرح عشرات آخرين، حسب وزارة الصحة اللبنانية.