أدانت دولة قطر، بأشد العبارات، استئناف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة الذي أدى إلى سقوط شهداء ومصابين، بينهم أطفال ونساء، واعتبرت ذلك تحدياً سافراً للإرادة الدولية الداعمة للسلام، بما في ذلك اتفاق وقف إطلاق النار.
جريمة بشعة
وطالب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، بتحرك دولي عاجل لإجبار إسرائيل على تنفيذ وقف فوري لإطلاق النار. وأكد أن "القصف الوحشي على غزة واستهداف النازحين من النساء والأطفال جريمة بشعة أخرى للاحتلال"، مجدداً موقف بلاده الداعم للشعب الفلسطيني.
وحذرت وزارة الخارجية القطرية، في بيان اليوم، من أن سياسات الاحتلال التصعيدية ستقود في نهاية المطاف إلى إشعال المنطقة والعبث بأمنها واستقرارها، مؤكدة في هذا الصدد الحاجة الماسة إلى استئناف الحوار من أجل تنفيذ مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، وصولاً إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة.
موقف ثابت
وجددت الوزارة موقف قطر الثابت من "عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وشنّت إسرائيل اليوم الثلاثاء، غارات على القطاع المحاصر هي الأعنف منذ سريان وقف إطلاق النار بين الطرفين.
وتُعدّ الضربات انتكاسة كبرى للهدنة التي بدأت 19 كانون الثاني/يناير بعد 15 شهراً من اندلاع الحرب، وتأتي في ظل تعثّر النقاش في شأن المراحل التالية من الهدنة وتباين للمواقف بين الطرفين.
وامتدت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ستة أسابيع، تمّ خلالها الإفراج عن 33 رهينة بينهم ثماني جثث، في مقابل أكثر من 1800 معتقل فلسطيني.
وفي مطلع الشهر الحالي، نقلت قناة "كان" العامة عن مصادر قريبة من نتنياهو قوله إنه سينتظر ليرى ما إذا كان الوسطاء، أي قطر ومصر والولايات المتحدة، سيتمكنون من إقناع حماس بتمديد المرحلة الأولى تحت طائلة "استئناف القتال" في قطاع غزة.
وأفادت بأن نتانياهو يعتزم ممارسة "ضغوط قصوى" على الحركة وفق خطة من ثلاث مراحل تعرف باسم "خطة الجحيم". ونفّذت إسرائيل الى الآن بندين وردا في الخطة المفترضة، هما منع دخول المساعدات الإنسانية الى القطاع وقطع الكهرباء عنه. وبحسب الخطة، فالمرحلة الثالثة هي استئناف الحرب واستخدام قنابل ثقيلة وفّرتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإسرائيل.