واصل طيران الاحتلال الإسرائيلي غاراته على قطاع غزة، لليوم الثاني على التوالي، بعد خرق إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار. فيما أعلنت حركة "حماس" أنها لم تغلق باب المفاوضات، مطالبةً الوسطاء إلزام تل أبيب بوقف النار.
واستشهد 19 فلسطينياً على الأقل بينهم أطفال وأصيب آخرون، في قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين ومنازل في مناطق متفرقة من قطاع غزة، منذ فجر اليوم الأربعاء.
وأفاد مصدر طبي في خانيونس جنوبي القطاع، باستشهاد 13 فلسطينياً بينهم طفلة ووالدتها، في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين شرق وغرب المدينة.
وقال شهود عيان، إن الجيش الإسرائيلي قصف في خانيونس 4 خيام على الأقل، ما أسفر عن مقتل الفلسطينيين الـ13 وإصابة آخرين.
وفي رفح، أفاد مصدر طبي باستشهاد طفلين فلسطينيين في قصف إسرائيلي استهدف خيمة غرب المدينة. فيما استهدف الاحتلال منزلاً في حي الصبرة جنوب مدينة غزة ما أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، إن 429 شهيداً و612 إصابة وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة، نتيجة الاستهدافات والمجازر المتعددة التي ارتكبها الاحتلال منذ ساعات فجر الثلاثاء.
وأوضح مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سلمية، أن "المنظومة الصحية في القطاع عاجزة عن التعامل مع حجم الكارثة الإنسانية، حيث يستشهد الجرحى في كل دقيقة بسبب نقص الإمكانيات".
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" كاثرين راسل، إن "الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة خلفت أكبر عدد من القتلى بين الأطفال في يوم واحد خلال عام".
وأوضحت في بيان، أن المعلومات والمشاهد الواردة من غزة تُظهر مدى فظاعة الوضع. ووجه الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء، إنذارات للسكان بإخلاء "مناطق قتال خطيرة" في شمال قطاع غزة وجنوبه غداة استئنافه شنّ غارات أسفرت عن مقتل المئات.وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي على منصة "إكس": "تحذير عاجل الى سكان قطاع غزة المتواجدين... تحديداً في بيت حانون، خربة خزاعة، عبسان الكبيرة والجديدة"، معتبراً أنها "مناطق قتال خطيرة... من أجل أمنكم عليكم الإخلاء فورا إلى المآوي المعروفة في غرب مدينة غزة وتلك الموجودة في مدينة خان يونس".ومساء أمس، قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن الضربات الجوية التي شنها الجيش الإسرائيلي فجر الثلاثاء على قطاع غزة، "مجرد بداية"، مدعياً أن استئناف الحرب "تقرر بعدما رفضت حماس كل المقترحات، ولذلك منذ اللحظة، المفاوضات ستُدار تحت النار".
لا إغلاق لباب التفاوض
وأكدت "حماس" اليوم الأربعاء، أنها لم تغلق باب التفاوض على الرغم من الغارات العنيفة التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة منذ الثلاثاء، مطالبةً الوسطاء بإلزام الدولة إسرائيل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة طاهر النونو، لوكالة "فرانس برس" إن "حماس لم تغلق باب التفاوض ولا حاجة إلى اتفاقات جديدة في ظل وجود اتفاق موقع من كل الأطراف". وأضاف: "حماس تطالب الوسطاء والمجتمع الدولي بإلزام الاحتلال بوقف العدوان وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والبدء بالمرحلة الثانية" من الهدنة التي بدأت في كانون الثاني/يناير.
عودة بن غفير
في غضون ذلك، وافقت الحكومة الإسرائيلية ليل الثلاثاء الأربعاء، على عودة اليميني إيتمار بن غفير وزيراً للأمن القومي، بحسب ما أفاد مكتب نتنياهو.
وقال المكتب في بيان: "وافقت الحكومة بالإجماع على اقتراح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إعادة النائب إيتمار بن غفير الى منصب وزير الأمن القومي". وانسحب بن غفير من الائتلاف الحكومي في كانون الثاني/يناير احتجاجاً على اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس في غزة، وأعلن حزبه العودة الثلاثاء مع شنّ الدولة العبرية ضربات واسعة النطاق على القطاع.
وصادقت الحكومة الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، على مقترح نتنياهو، لإعادة تعيين بن غفير، وزيراً للأمن القومي، وعضو الكنيست، عميحاي إلياهو، وزيراً للتراث، وعضو الكنيست يتسحاق فاسرلاوف، وزيراً للنقب والجليل والصمود الوطني. وذلك بعد الاتفاق بين حزبا الليكود و"عوتسما يهوديت" على عودة "عوتسما يهوديت" إلى الحكومة.
وتأتي إعادة تعيين بن غفير رغم معارضة المستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، التي كانت قد أوعزت لدائرتها بعدم دفع اتفاق الليكود و"عوتسما يهوديت" قدما، وذلك إلى حين استيضاح حقائق بخصوص بن غفير.
ورحب بن غفير باستئناف الحرب، قائلاً في بيان صادر عن حزبه، اليوم، إنه "مثلما قلنا في الأشهر الأخيرة، عندما انسحبنا، فإن إسرائيل ملزمة بالعودة إلى القتال في غزة. وهذه الخطوة الصحيحة والأخلاقية والمبررة جداً. ومن أجل إبادة حماس وإعادة مخطوفينا، يحظر الموافقة على وجود حماس وعلينا أن نتسبب بانهيارها".
من جانبه، اتهم رئيس "حزب الديمقراطيين" يائير غولان، نتنياهو بأنه "يضحي بحياة مخطوفين وجنود لأنه يخاف من الاحتجاجات ضد إقالة رئيس الشاباك. والاحتجاجات يجب أن تتفجر".
وأضاف غولان أن "الجنود في الجبهة والمخطوفين في غزة هم الأوراق في لعبة بقائه، ونتنياهو يستخدم حياة مواطنينا وجنودنا لأنه يرتجف خوفاً منا – من الاحتجاج الشعبي ضد إقالة رئيس الشاباك. ولذلك، يحظر جعل الجنون ينتصر. والاحتجاج يجب أن يتفجر بغضب من أجل إنقاذ مخطوفين وجنود ودولة إسرائيل من أيدي هذا الرجل الفاسد والخطير. وهذه مسؤوليتنا، وواجبنا، وإذا لم نيأس، سننتصر".