رأت الاستخبارات الأميركية أن الحرب الإسرائيلية على غزة، أدت إلى عرقلة استمرار عملية تطبيع العلاقات بين إسرائيل ودول عربية من خلال "اتفاقيات أبراهام" وإلى تقويض الاستقرار في الشرق الأوسط.
وتوقّع تقرير صدر الليلة الماضية، عن مجتمع الاستخبارات الأميركي، الذي يضم 16 وكالة استخبارات منفصلة، "أن يبقى الوضع في غزة، وكذلك ديناميكيات إسرائيل وحزب الله وإسرائيل وإيران، متقلباً".
"حماس" قادرة
وأوضح التقرير أنه على الرغم من ضعف "حماس" بسبب الحرب، إلا أنها "لا تزال تُشكل تهديداً للأمن الإسرائيلي. إذ تحتفظ الحركة بآلاف المقاتلين وبجزء كبير من بنيتها التحتية السرية، وربما استغلت وقف إطلاق النار لتعزيز وتزويد جيشها ومخزونها من الذخيرة حتى تتمكن من استئناف القتال".
ووفقاً للتقرير، فإن "حماس قادرة على استئناف مقاومة على شكل حرب عصابات محدودة المستوى، والبقاء على الساحة السياسية المهيمنة في غزة في المستقبل المنظور"، مشيراً إلى أن "ضعف التوقعات لدى جميع الأطراف باستمرار وقف إطلاق النار، وغياب خطة سياسية وإعادة إعمار موثوقة لما بعد القتال، يُنذر بسنوات من عدم الاستقرار".
وأشار التقرير إلى أنه "على الرغم من تراجع شعبية حماس بين سكان غزة، إلا أن شعبيتها لا تزال مرتفعة بين الفلسطينيين في الضفة الغربية، خصوصاً مقارنة بالسلطة الفلسطينية".
تفاقم تحديات حُكم السلطة
وفي ما يتعلق بالأوضاع المضطربة في الضفة الغربية، اعتبر التقرير أنه "من المرجح أن يؤدي ضعف وتراجع قدرة السلطة الفلسطينية على توفير الأمن والخدمات الأخرى في الضفة الغربية، والعمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وعنف المستوطنين الإسرائيليين والجماعات الفلسطينية المسلحة، بما في ذلك حماس، والانتقال المحتمل للقيادة في السلطة الفلسطينية، إلى تفاقم تحديات الحكم في رام الله. كما سيعتمد الكثير أيضاً على كيفية تعامل إسرائيل مع غزة بعد الصراع وعملياتها في الضفة الغربية التي قد تُضعف السلطة الفلسطينية أو تُقوّضها".
تهديد استقرار لبنان
وفي خصوص لبنان، قالت الاستخبارات الأميركية إن "تفاقم القتال بين حزب الله وإسرائيل من شأنه أن يهدد استقرار لبنان الهش، وأي تقدم سياسي بدأ بانتخاب رئيس، في كانون الثاني/يناير، بعد سنوات من المحاولات"، لافتةً في المقابل، إلى أن الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، ومواصلة العدوان عليه، "من شأنها أن تؤدي إلى تصاعد حاد في التوتر الطائفي، وتقويض قوات الأمن اللبنانية، وتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كبير". وأوضحت أنه "رغم ضعف حزب الله، فإنه لا يزال قادراً على استهداف الأشخاص والمصالح الأميركية في المنطقة، وفي جميع أنحاء العالم، وبدرجة أقل في الولايات المتحدة".
"الحوثيون الأكثر عدوانية"
وأوضح التقرير أنه "خلال الصراع في غزة، شجعت إيران ومكنّت مختلف وكلائها وشركائها من تنفيذ ضربات ضد القوات والمصالح الإسرائيلية، وفي بعض الأحيان الأميركية، في المنطقة".
وأشار إلى أن "الحوثيين برزوا كأكثر الأطراف عدوانية، حيث هاجموا السفن التجارية في البحر الأحمر والمحيط الهندي، والقوات الأميركية والأوروبية وإسرائيل. وعبر تلقيهم المساعدة الإيرانية، وسّعوا نطاق نفوذهم من خلال توسيع شراكاتهم مع جهات فاعلة أخرى، مثل روسيا وتجار الأسلحة الروس، وشركات الدفاع التجارية الصينية، وحركة الشباب، والمسلحين الشيعة العراقيين".
وخلص التقرير إلى أن "الميليشيات الشيعية العراقية تواصل محاولاتها لإجبار الولايات المتحدة على الانسحاب من العراق من خلال الضغط السياسي على الحكومة العراقية والهجمات على القوات الأميركية في العراق وسوريا".