كشفت مصادر سورية لـ"المدن" عن قيام "التحالف الدولي" بقيادة واشنطن، بسحب مصدات أسمنتية من قاعدة تل بيدر غربي الحسكة، عبر شاحنات عراقية، معتبرة أن الخطوة مقدمة لانسحاب أميركي "مفاجئ" من سوريا، من المحتمل أن يتم بحثه خلال الزيارة المرتقبة التي سيجريها وزير الخارجية التركية هاكان فيدان إلى الولايات المتحدة، وهي أول زيارة في عهد الرئيس دونالد ترامب.وتعد قاعدة تل بيدر من أكثر القواعد الأميركية "حيوية" في سوريا، وهي مجهزة لهبوط المروحيات القتالية.وأكد مصدر مراقب لـ"المدن" أن قوات "التحالف الدولي" بدأت في الآونة الأخيرة، بنقل معدات غير قتالية من غالبية القواعد في شمال شرقي سوريا، منها قاعدة تل بيدر، وقاعدة الشدادي جنوبي الحسكة.وأشار المصدر إلى قيام طائرات شحن أميركية بنقل معدات من قاعدة الشدادي إلى شمالي العراق في الأسبوع الماضي، وأضاف أن "التحركات هذه تؤشر إلى وجود خطة لتقليص الوجود العسكري في سوريا تدريجياً".هذه المعلومات أكدها مدير شبكة "الخابور" إبراهيم الحبش لـ"المدن"، وهي الشبكة المختصة بنقل الأخبار من المنطقة الشرقية، وقال: "رصدنا حركة شاحنات (عراقية) محملة بكتل أسمنتية، خرجت من قاعدة تل بيدر نحو العراق".مقدمة لانسحاب "وشيك"؟وكان الحديث عن انسحاب أميركي من سوريا قد تزايد بعد المعلومات التي كشفتها شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، في شباط/فبراير الماضي، نقلاً عن مسؤولين دفاعيين في وزارة الدفاع الأميركية، حول إعداد الأخيرة خطط لسحب كافة القوات الأميركية من سوريا، خلال فترة تتراوح بين 30 إلى 90 يوماً.جاء الاتفاق الذي وقعه الرئيس السوري أحمد الشرع مع مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في 10 آذار/مارس الجاري، والضغط الأميركي لإنجازه، ليعزز الاعتقاد أكثر أن واشنطن تحضر الأرضية لسحب قواتها من سوريا.ويتوقع الكاتب والسياسي الكردي علي تمي، أن تسحب الولايات المتحدة قواتها من سوريا قريباً، ويستند في ذلك على "إبلاغ واشنطن لقسد، أن الولايات المتحدة قد تسحب قواتها في أي وقت تراه مناسباً".ويضيف لـ"المدن"، أن المعطيات هذه دفعت "قسد" إلى التوقيع على الاتفاق مع الحكومة السورية، وقال: "الأرجح أن يتم ترتيب صفقة الانسحاب خلال زيارة هاكان فيدان إلى واشنطن الثلاثاء، علماً أن الزيارة جاءت بطلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب".وقبل أيام، دعت الولايات المتحدة الإدارة السورية إلى تشكيل حكومة "مدنية" تجمع كل الأطراف السورية، ليبدو أن واشنطن تريد الانتهاء من كل التفاصيل التي تمهد لدمج "قسد" بالدولة السورية قبل الانسحاب من سوريا، وسط قراءات عن زيادة التنسيق الأميركي- التركي في سوريا، لمنع ظهور الجماعات المتطرفة في سوريا.انسحاب "مفاجئ"ولا يستبعد الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي، أن تقدم الولايات المتحدة على اتخاذ قرار "انسحاب مفاجئ" من سوريا، ويقول: "حالياً، لا توجد مؤشرات عسكرية للانسحاب، لكن احتمال الانسحاب المفاجئ يبقى وارداً".وبما يخص التحركات العسكرية في القواعد الأميركية، يقول لـ"المدن": "في العادة يقوم الجيش الأميركي بسحب معدات من بعض القواعد، والأمر يشبه إعادة الانتشار".