أكدّت نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، اليوم الجمعة، أنّ الولايات المتحدة تدعم الجيش اللبناني، معربةً في الوقت ذاته عن قلقها من عدم كفاية ما يقوم به الجيش في مواجهة التحديات الكبيرة الراهنة في لبنان.
وفي تصريحٍ صحافيّ، شدّدت أورتاغوس على أنّ "إطلاق الصواريخ من لبنان على إسرائيل يُعَدّ انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصّل إليه بين الطرفين"، موضحةً أنّ هذا التصعيد "يثير قلقًا دوليًا كبيرًا".المسؤولية عن نزع سلاح حزب اللهواعتبرت أورتاغوس أنّ الحكومة اللبنانية "مسؤولة عن نزع سلاح حزب الله"، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أنّ "الحكومة اللبنانية غير قادرة على السيطرة على كل شيء، الأمر الذي يساهم في تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد".
ورفضت أورتاغوس المقارنة بين لبنان وقطاع غزة، موضحةً أنّ "الوضع في لبنان مختلف من حيث الهيكل السياسي والأمني"، كما أكّدت أنّ "لا يمكن القول إنّ إسرائيل تنتهك اتفاق وقف النار مع لبنان"، داعيةً السلطات اللبنانية إلى "تحمّل مسؤولياتها بدلًا من إلقاء اللوم على إسرائيل".
وفيما يتعلّق بمستقبل العلاقة بين البلدين، أوضحت أورتاغوس أنّ "الولايات المتحدة لا ترغب في نشوب حرب بين لبنان وإسرائيل، بل تسعى إلى استمرار وقف النار بينهما"، مذكّرةً بأنّ "إسرائيل سلّمت أسرى للبنان كمبادرة حسن نية، ما يعكس رغبتها في إيجاد حل دبلوماسي".
وأشارت أورتاغوس إلى أنّ "الرئيس اللبناني يدعم المفاوضات الدبلوماسية، وأنّ الوقت قد حان لتفعيل الدبلوماسية بين إسرائيل ولبنان"، مؤكدةً أنّ الولايات المتحدة تشدّد على "ضرورة نزع سلاح حزب الله بالكامل" باعتباره يشكّل تهديدًا للاستقرار في لبنان والمنطقة.الحدود والوساطة الدبلوماسيّةوبخصوص النزاع حول النقاط الحدوديّة، اعتبرت أورتاغوس أنّ "انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس في لبنان يجب أن يتمّ عبر المفاوضات"، مؤكدةً أنّ "هذا الموضوع ينبغي أن يُحلّ بطرق دبلوماسية".كما أشارت إلى أنّ "إيران وحزب الله دمّرا جنوب لبنان"، مضيفةً أنّ "إيران وحزب الله هما من جَرّا لبنان إلى الحرب، وأنّ لبنان ما كان ليدخلها لولا التدخّل الإيراني ودور حزب الله في ذلك".الضغوط على إيران ودعم لبنانوتطرّقت أورتاغوس إلى حملة "الضغوط القصوى" التي يواصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرضها على إيران، مبرزةً أنّ "الولايات المتحدة تعمل بكل قوتها لمنع تسليح حزب الله، الذي يُعَدّ أحد أكبر التهديدات للأمن الإقليمي".
وعن الوضع الاقتصادي في لبنان، أفادت بأنّ واشنطن تطمح إلى تحقيق إصلاحات في القطاع المصرفي اللبناني، مشدّدةً على أنّ "الرئيس ترامب صديق وفيّ للبنان، وأنّ الولايات المتحدة تدعم استقراره وازدهاره".
وختمت أورتاغوس تصريحاتها بالتأكيد على أنّ "الولايات المتحدة تواصل العمل من أجل ضمان استمرار وقف إطلاق النار في لبنان"، مشدّدةً على "ضرورة تجنّب التصعيد العسكري والحفاظ على الأمن والسلام في المنطقة".رعد: الدولة لا تملك قدرة الدفاعمن جهته، أدان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، بشدة العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت وكل لبنان، معتبرًا أن "هذا الهجوم يشكل انتهاكًا سافرًا للسيادة اللبنانية".وأشار رعد إلى أن "المقاومة التي وافقت على إعلان وقف إطلاق النار تلتزم به"، داعيًا في الوقت نفسه الدولة إلى القيام بواجبها في ردع العدو الإسرائيلي والحفاظ على أمن البلاد. وأضاف أن "المقاومة تدعو الحكومة إلى تعزيز التضامن الوطني في مواجهة العدوان الإسرائيلي والعمل على توحيد الصفوف في هذا الإطار". كما أكدّ رعد أن "الحكومات قد تذهب مع الزمن، لكن المعادلات التي يضعها الشهداء في ميادين المقاومة تخلد إلى ما بعد التاريخ"، مشددًا على أن "من يدعي في لبنان أنه يملك حصراً قرار الحرب والسلم فهو يجافي الواقع والحقيقة".وأشار إلى أن "العدو الإسرائيلي هو من يشن العدوان ويواصل الاحتلال"، لافتًا إلى أن "الدولة اللبنانية وحدها لا تملك القدرة على الدفاع عن البلاد وحمايتها في ظل الظروف الراهنة". واختتم رعد بالتأكيد على أن من يظن أن المقاومة قد صارت من الماضي عليه أن يحذر من "سكرات السلطة المؤقتة".