برز اسم حمزة المصطفى في التشكيلة الحكومية الجديدة في سوريا، بصفته وزيراً جديداً للإعلام في بلاد عانت الديكتاتورية والقمع طوال خمسة عقود كاملة من حكم عائلة الأسد، تم خلالها قمع الإعلام ومعاملته كبوق ناطق باسم السلطة لا أكثر. والتغيير الجديد يعطي أملاً بتغيير تلك النظرة للقطاع الإعلامي، بالنظر إلى المسيرة المهنية للوزير الجديد.
ويعد المصطفى من الشخصيات البارزة في المشهد الإعلامي السوري، حيث تميز بمسيرة مهنية تجمع بين البحث الأكاديمي والعمل الإعلامي. وتولى منصب المدير العام لـ"تلفزيون سوريا"، وساهم بشكل فعال في تطوير الخطاب الإعلامي فيه منذ العام 2020 نحو مزيد من المهنية والموضوعية، مع تطوير في بنيته التحتية وتوسيعه ليشمل إطلاق قناة جديدة وتطبيقات وخدمات في مواقع التواصل الاجتماعي.وبدأ المصطفى رحلته الأكاديمية بالحصول على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية، ما أسس لفهمه العميق للسياسات الإقليمية والدولية، ثم تابع دراسته العليا في "معهد الدوحة للدراسات العليا" في قطر، حيث نال درجة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية. وتوج مسيرته الأكاديمية بالتحاقه بجامعة "إكستر" في المملكة المتحدة كطالب دكتوراه في سياسة الشرق الأوسط، حيث ركزت أبحاثه على التحولات السياسية والاجتماعية في المنطقة.​وقبل انخراطه في المجال الإعلامي، عمل المصطفى باحثاً مساعداً في "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في الدوحة منذ العام 2011. خلال هذه الفترة، نشر كتاباً بعنوان "المجال العام الافتراضي في الثورة السورية: الخصائص، الاتجاهات، آليات صناعة الرأي العام"، حيث حلل دور الفضاء الرقمي في تشكيل الوعي الجماعي خلال الثورة السورية. كما ساهم بمقالات تحليلية في مواقع إعلامية أجنبية مثل "ميدل إيست آي" وعربية مثل "العربي الجديد"، تناولت مواضيع متنوعة تتعلق بالشأن السوري والتحولات السياسية في المنطقة.​ومنذ العام 2019 عمل المصطفى مشرفاً للتحرير في "التلفزيون العربي"، وعضو مجلس إدارة في "تلفزيون سوريا". وفي العام 2020، تولى المصطفى منصب المدير العام لـ"تلفزيون سوريا"، وهي قناة فضائية تأسست لتعكس وجهات نظر متنوعة حول الشأن السوري. وتحت قيادته، ركزت القناة على تقديم محتوى موضوعي ومستقل، مع التركيز على القضايا التي تهم السوريين في الداخل والخارج. وسعى المصطفى إلى تعزيز المهنية في العمل الإعلامي، وتقديم برامج حوارية وتحليلية تسلط الضوء على التحديات والفرص التي تواجه سوريا.​ويأتي تعيين المصطفى وزيراً للإعلام، في سياق سعي سوريا لإعادة بناء مؤسساتها الإعلامية وتجاوز السمعة السلبية التي ارتبطت بالإعلام الرسمي في ظل النظام السابق، عندما تميز الإعلام التقليدي بالجمود والتوجيه الأحادي، ما أفقده المصداقية لدى الجمهور. وينظر إلى المصطفى كشخصية تحمل رؤية جديدة للإعلام السوري، تعتمد على الشفافية والتعددية والانفتاح على مختلف الآراء، ما يعكس توجهاً نحو حقبة جديدة في المشهد الإعلامي السوري.​