بقيَ صوت مقاومة تداعيات النزوح السوري مخيماً على ما عداه. الملف يقضّ مضاجع اللبنانيين من الشمال إلى الجنوب، فيما أوروبا تسعى لحماية نفسها على حساب الوجود اللبناني، وحكومة ميقاتي تتخبط مع خشية رئيسها وتلاقيه مع الضغوط الغربية والأوروبية.
في المقابل، يقف التيار الوطني الحر في مساحة مختلفة، هي المبادرة والمواجهة المستمرة. فإلى جانب الجولات النيابية المستمرة، ينزل "التيار" إلى الأرض التي التصق إسمه بتحريكها، في تجمعٍ احتجاجي على كل مظاهر التعامل مع قضية النزوح، خارجياً وداخلياً، رافعاً شعار رفض بيع لبنان، ومؤكداً التمسك بهذا الوطن حتى آخر حبة تراب.
وإلى جانب التحركات الميدانية، كان رئيس "التيار" النائب جبران باسيل يرسم الحلول لأوروبا المأزومة والساعية لتصريف قلقها وتوترها في لبنان.
فعلى شاشة "روسيا اليوم"، اعتبر باسيل أن “حل المشكلة لا يكون بمنح لبنان المال لتقوية الجيش ليقفل الحدود البحرية أو بما يؤدي لابقاء النازحين مدة أطول بل الحل بتمويل عودة النازحين الى اراضيهم، خاصة أن اوروبا اعترفت بوجود مناطق امنة في سوريا والبرلمان الاوروبي أكد هذا الأمر”. وقال:”لو دُفعت الأموال الأوروبية في إطار هدف العودة لكان عاد قسم كبير من النازحين إلى سوريا".
وعلى خط مواز، حط وفد من "لبنان القوي" اليوم في عين التينة، حيث أظهر اللقاء تقاطعاً كبيراً مع رئيس البرلمان نبيه بري حول الخطر الوجودي الذي تشكله أزمة النزوح.
وأكد النائب سليم عون بعد اللقاء متحدثاً باسم "التكتل"، أن ما عبر عنه الرئيس بري يتلاقى مع طرح "لبنان القوي". وقال لا بد من معرفة هدف الهبة الأوروبية ولذلك يجب ان ننظر إليها من زاوية مدى كيفية مساهمتها في عودة النازحين، مضيفاً أن الوضع يتفاقم منذ 11 عاماً، فالعدد يزداد خاصة مع الولادات واستمرار فتح الحدود.
وشدد على أن هذا الملف يجب ألا يكون خلافياً بين اللبنانيين وجيد أن يكون هناك تصاعد في الإجماع الداخلي حول النزوح السوري، لافتاً إلى ان العودة تحقق مصلحة اللبنانيين أولاً والسوريين ثانياً وأيضاً الأوروبيين. وقال إن المطلوب العمل خارجياً وخاصة مع أوروبا لمساعدة لبنان لتحقيق العودة.
وكشف أن تكتل "لبنان القوي" سيشارك في الجلسة التشريعية وستكون له توصية في هذا الإطار، مشدداً على أن المال الأوروبي يجب ألا يكون الهدف بل أن يوظَّف لعودة النازحين السوريين وعلى أن المال وسيلة ضرورية لكن ليس أن يصبح المال لتخديرنا عن المطالبة بالعودة.
وعلى خط الجنوب، تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية والتي ادت اليوم الى شهداء ثلاثة في بافليه، قضاء صور.
الى ذلك اكد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس ان إقدام إسرائيل على اجتياح رفح واحتلال المعبر، يهدف إلى قطع الطريق على جهود الوسطاء، وتصعيد العدوان وحرب الإبادة.
وقال: نؤكد في حركة حماس التزامنا وتمسكنا بموقفنا بالموافقة على الورقة التي قدمت الوسطاء