الأنظار مصوَّبة إلى تفاعل حكومة الحرب الإسرائيلية مع مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن لإقرار هدنة عسكرية طويلة في غزة. والمؤشرات الأولى، تشير إلى تعمق انقسام الموقف الإسرائيلي إزاء هذا الطرح بدليل ضغط "مجانين" حكومة الحرب، وعدم مصداقية بنيامين نتنياهو، وفي المقابل تنامي المعارضة وتأييد أحزاب متشددة خطوةَ بايدن. لكنَّ الأخطر في تداعيات الجنون الإسرائيلي، هو استمرارُ التهديدات للبنان بتوسيع الحرب، على ما يواصل الوزراء الإسرائيليون في كل يوم.


وفي هذا السياق، يجتمع مجلس الحرب الإسرائيلي الليلة لمناقشة التصعيد على الجبهة اللبنانية بطلب من حزب بيني غانتس، وفي المقابل أكد نائب الأمين العام لحزب الله السيد نعيم قاسم أنه "إذا أرادت إسرائيل خوض حرب شاملة فنحن جاهزون لها".


هذا الوضع الخطير هو ما يستدعي من اللبنانيين التفكير في سُبل تجنب الحرب. وفي هذا الإطار جدَّد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل في حديثه التلفزيون أمس، الإضاءة على جوانب موقف "التيار" في هذا الشأن، في شكل متكامل. ذلك أن باسيل جدد تأكيد الوقوف ضد المخططات الإسرائيلية، ودعم المقاومة إزاء تعرض لبنان لأي هجوم. وفي الوقت نفسه، لا يؤيد "التيار" مبادرة حزب الله إلى فتح جبهة الجنوب كإسناد لغزة، انطلاقاً من أولوية المصالح اللبنانية على المصالح الإقليمية.


وفيما يزداد الوضع الجنوبي خطورةً، تتنامى الحاجة اللبنانية لانتخاب رئيس للجمهورية يواكب هذه المرحلة الخطِرة. وفي هذا الإطار، تتصاعد الدعوات لمبادرات لبنانية تخرق جدار الإستعصاء الرئاسي، وتعزيز المساحات المشتركة، وحشرِ المعرقلين أياً كانوا.


واليوم، باشرَ "اللقاء الديموقراطي" برئاسة النائب تيمور جنبلاط جولاته، فزار معراب حيث التقى رئيس "القوات" سمير جعجع، كما كان بحثٌ من ميرنا الشالوحي مع رئيس "التيار" جبران باسيل في كيفية تعزيز المساحات الوفاقية، والضغط في اتجاه انتخاب رئيس. وقد أكَّد الطرفان التعاون بينهما، وأشار النائب هادي أبو الحسن إلى أن "التقدمي الإشتراكي" يحاول "إيحاد صيغة مرنة تؤدي إلى شكل من أشكال التشاور والنقاش في ما بيننا كلبنانيين"، وإلى أن "توازنات المجلس النيابي والأسس الدستورية التي تحدد نصاب ال 86 وتحتم في الثانية أكثرية ال 65 هي غير متوافرة لدى أي فريق. ولفتَ النائب سيزار أبي خليل من جهته الى التلاقي مع الحزب الإشتراكي والنائب جنبلاط "بما يمثل ومن يمثل ومستعدون للتعاون في كل ما من شأنه تأمين مصلحة اللبنانيين وحفظ الوحدة الوطنية وبناء الدولة على قاعدة الشراكة المتوازنة بين اللبنانيين".


 


وتأكيداً لموقفه الداعي إلى حل رئاسي عملي، من المرتقب أن يبدأ التيار الوطني الحر حراكاً لتعزيز التواصل في اتجاه انتخاب رئيس، عبر تأكيد المساحات المشتركة مع العديد من الكتل النيابية، ولمتابعة مواقف القوى السياسية عامةً من مشاريع الحلول.