الوضع اللبناني على مفارقاته، ومخاطره. في الجنوب تستعرّ نار الحرب، وفي الداخل مساعٍ لتعزيز طوق الحماية الوطنية ودفع المخاطر، عبر السعي لانتخاب رئيس، وعدم إبقاء رأس الجمهورية اللبنانية، قيد الرهانات والإستثمارات والتعنّت.


جنوباً، أشعلَ استهدافُ إسرائيل قيادياً بارزاً في صفوف المقاومة، النار في شمال إسرائيل وصولاً إلى مشارف حيفا. وقد وُصفت ضربات حزب الله الصاروخية اليوم الأربعاء، بأنها الأعنف والأقسى، بما يكرّس معادلة الردّ على كل استهداف يطاول القيادات، بضربات عنيفة ومركزّة. وقد تحولت المراكز العسكرية والقواعد البارزة ومن بينها قاعدة "ميرون" الجوية، ومقرات قيادات الفرق العسكرية، إلى مرمى لصواريخ "الحزب"، إضافةً إلى المواقع في المستوطنات الشمالية.


أما في الداخل، فنتائج عملية أثمر عنها اللقاء بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس الحزب التقدمي الإشتراكي تيمور جنبلاط، وتمثلت بوضع آلية للتنسيق المستمر في اتجاه تعزيز التشاور للدفع في اتجاه انتخاب رئيس. ذلك أن المعلومات التي حصل عليها tayyar.org، أكدت أن التناغم والإيجابية سادتا اللقاء، وأن ذلك تُرجم باتفاق على استمرار اللقاءات ومن بينها ما سيتم الأسبوع المقبل بعد عطلة الأضحى، وذلك لبحث المستجدات ومواصلة المتابعة.
ومن المتوقع أن يعمل كل من الطرفين على بذل كل الجهود الممكنة، وبالتعاون مع كتلة "الإعتدال" التي زارها باسيل مع الوفد النيابي المرافق، في سبيل تذليل الصعوبات التي لا ينفيها الطرفان، وذلك مع كل القوى السياسية من دون استثناء.
وقد استُكملت اللقاءات باجتماع مع نواب مستقلين مساء اليوم الأربعاء، وهم الياس جرادة نائبي صيدا أسامة سعد وعبد الرحمن البزري، ونائب جزين شربل مسعد.


هذا الحراك الذي شكّل الحدث الأبرز داخلياً، سيكون محور تقييم وعرض لنتائجه في مؤتمر صحافي لرئيس "التيار" الخميس الساعة الخامسة مساء في ميرنا الشالوحي، والذي من المتوقع أن يرسم فيها باسيل خطوط المرحلة المقبلة لجهة التنسيق وتحديد المساحات المشتركة، من دون إغفال التعقيدات الموجودة.


وعلى خط التشنج الرئاسي، واصل رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع سجاله مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، فكتب على منصة "إكس"، ورداً على ما نُقل عن بري في مقالات صحفية: "دولة الرئيس بري: نحنا مبسوطين فيك إنك ما بتخفش من التهديدات، وعلى هذا الأساس بما إنك ما بتخفش من التهديدات، وما بتخفش من شي، فيك تدعي لجلسة انتخابات رئاسية جدية بدورات متتالية تا ننتخب رئيس للجمهورية تنفرج مع انتخابه قلوب اللبنانيين ولو من هالناحية".