لبنان في قلب الأزمات والمخاطر الوجودية. التهديدات الإسرائيلية لا يمكن أخذها باستخفاف. النزوح السوري يشكل الخطر الأكبر على وجود الكيان، بكل الأوجه، والأزمة المالية والإقتصادية تُمسك بخناق اللبنانيين، وفوق كل ذلك، موقع رأس الجمهورية يبقى شاغراً ويلقي بالشلل والتعطل على كامل مؤسسات الدولة.
في ظل هذا الواقع الخطِر، لا يجد رئيس "القوات" سمير جعجع أمامه إلا "التيار الوطني الحر" ورئيسه النائب جبران باسيل، فيهاجمهما بمناسبة أو من دون مناسبة. لا بل أن الرأي العام اللبناني بات يلاحظ أن جعجع يتصرف كشخص مذعور وقلِق، بدل أن يكون الهم الأساسي التلاقي مع الجميع في سبل إيجاد مساحات مشتركة لإنقاذ لبنان.
وفي وقت يغيب التفسير المنطقي لسلوكيات جعجع، لا يبقى سبب إلا ضيقه بالسياسة التفاهمية للتيار التي يجسدها باسيل في تحركاته ومبادراته وجولاته، ومحطتها الأخيرة كانت في عكار مع المشهد الجميل للتلاقي المسيحي – الإسلامي. وفيما يصر جعجع على رفضه العبثي كل الطروحات والمبادرات، يصبح مفهوماً وأنه إزاء التعاون الإيجابي الذي يبديه باسيل حيث يلزم، ومع الحفاظ على الثوابت، لا يعود في يد رئيس "القوات" حيلة سوى التصويب الحاقد على "التيار" ورئيسه.


على خطٍ مواز، كان تكتل "لبنان القوي" يرفع الصوت إزاء تصرفات المفوضية العليا للاجئين. فطالب التكتل المعنيين في الدولة بضرورة اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحقها، ومساءلتها بسبب تخلّفها عن تسليم الدولة داتا المعلومات الخاصة بالنازحين السوريين للتمييز بين من تنطبق عليه صفة النازح الأمني وصفة النازح الإقتصادي. وذكّر التكتل بمسؤولية وزير القوات بيار ابو عاصي الذي كان يتولّى وزارة الشؤون الإجتماعية وأوقف عمدًا تسجيل النازحين الذي كان جاريًا في حينه فتسبب بالفوضى التي يدفع لبنان ثمنها.
كما جدّد التكتل تحذيره من خطر تفكك الدولة مع استمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية في ظل تصلّب مواقف بعض الكتل النيابية سواء برفض التشاور ، أو بمحاولة فرض مرشحها او برفض التوافق على إسم أو برفض الإلتزام بتأمين النصاب. ولفت إلى أن خطر توسّع العدوان الإسرائيلي على لبنان يفترض تضامن اللبنانيين في ما بينهم في مواجهة العدو، مع التأكيد على ضرورة حماية لبنان من أي توسع للحرب ناتج عن الدعم العسكري للفلسطينيين.


وفي الجنوب تواصلت اليوميات التقليدية لتبادل القصف والغارات الإسرائيلية. وفي المواقف السياسية اللبنانية أيضاً رأى المكتب السياسي الكتائبي أنَّ "من نصّب نفسه وصيًا على الجمهورية لا يريد رئيسًا ينحاز للبنان وهو في خضم حرب متعددة الأبعاد يخوضها نيابة عن إيران".