نام لبنان ليل الأحد – الإثنين على احتمالات بدء العدوان الإسرائيلي، ليستفيق على الترقب والحذَر نفسيهما. ذلك أن لبنان دخل بعد انفجار مجدل شمس في متابعة حذرة للعدوان الإسرائيلي، واحتمالاته، وأهدافه المحتملة، بعدما بات في شبه اليقين أن إسرائيل استغلّت أو افتعلت الحادث الغامض لتحويل الأنظار في اتجاه لبنان، وتوجيه ضربة تنتظرها منذ زمن.
وعلى الرغم من الحديث عن تطمينات دولية قُدمت غربياً وأميركياً للبنان بأن الإعتداء المحتمل سيحيّد المدنيين والعاصمة بيروت، بما فيها الضاحية الجنوبية، فإنَّ أحداً لا يمكن أن يطمئن إلى النوايا والرهانات الإسرائيلية. ومن هنا، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة، لكن العقلاني والمنطقي منها يشير إلى أن حدود العدوان تقف عند عتبة عدم الإنزلاق إلى حربٍ شاملة، خاصة وأن حزب الله وجّه ما يكفي من الإشارات للتأكيد أن كل ضربة ستُقابل بما يناسبها من الردع، ومن الصواريخ القادرة على ضرب نقاطٍ بعيدة في فلسطين المحتلة.


في هذا الوقت، بقيت الرحلات من وإلى مطار بيروت قيد التأجيل، أو الإستئناف. وبالتوازي كثف لبنان الرسمي من اتصالاته مع الدول الغربية، سعياً لحصر مساحة العدوان وحجمه قدر الإمكان. وعلى المستوى الأميركي – الإسرائيلي، أكد وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن في اتصال هاتفي مع الرئيس الإسرائيلي أهمية منع تصعيد الصراع بعد الهجوم الصاروخي في الجولان، كما بحثا في حل دبلوماسي يسمح للسكان على جانبي الحدود الإسرائيلية واللبنانية بالعودة لمنازلهم.


وفي المواقف السياسية، أعلن التيار الوطني الحر تمسّكه بوحدة لبنان، وتضامنه الكامل مع جميع اللبنانيين في مواجهة أيّ عدوان إسرائيلي على الوطن ورفض التهديدات الإسرائيلية للانتقام الظالم من لبنان في أعقاب جريمة مجدل شمس التي اكّد حزب الله عدم مسؤوليته عنها.