كل ركائز الفراغ الحالي ترفع درجة الترقب والتصعد حتى الغليان. فراغ في انتظار رد إيران وحزب الله، يتوازى مع فترة فراغ أميركية ستمتد حتى الإنتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل. وقد زاد تصريح  المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني اليوم الثلثاء من واقع هذا الترقب، بتأكيده أن "فترة انتظار رد إيران" على إسرائيل قد تكون طويلة"، مشيراً إلى أن "الرد قد لا يشبه العمليات العسكرية السابقة"، وإلى أن "سيناريوهات الرد ليست متشابهة". ولأن الطبيعة تكره الفراغ، تعبئها العدوانية الإسرائيلية بتوجيه من بنيامين نتنياهو غير المكترث إلا بمصلحته الشخصية في التطرف ومحاولة تسجيل إنجازات في سجله، فتكون النتيجة المزيد من التصعيد والتوتر. كما أن تعمد إفشال أي مسعى جدي لمفاوضات مدعومة أميركياً ومن بعض الدول العربية، يقفل الباب أمام حل سلمي أولى متطلباته وقف إسرائيل النار على غزة وسكانها.


وفي هذا السياق أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن" أن وقف إطلاق النار في غزة يجب أن يكون بداية لاعتراف دولي أوسع بالدولة الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، باعتبار ذلك الضامن الأساسي لاستقرار المنطقة".


 


ترجمة التصعيد ميدانياً ولبنانياً، أتت ليل أمس بغارات عنيفة على سهل تمنين التحتا – السفري في قضاء بعلبك، أدت إلى عدد من الجرحى. كما استهدفت الغارات الطيبة وبلدات عدة في الجنوب من الأمس وحتى اليوم، وسجل استشهاد قائد في وحدة الصواريخ التابعة لحزب الله، وكان الرد على هذه الإعتداءات بصليات صاروخية كثيفة على شمال فلسطين المحتلة وكذلك على المقرات العسكرية في الجولان.


 


وفي الملفات الداخلية، تبقى تداعيات التهرب من خطة واضحة لإنتاج الكهرباء ماثلة أمام المنظومة. وقد سجل اجتماع بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض مع مدير منطقة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه في السرايا. وأعلن فياض على أثر الإجتماع أنه تم  البحث في استكمال برنامج البنك الدولي تمويل المشروع المتعلق بالطاقة المتجددة وتدعيم أنظمة كهرباء لبنان.