ضمّ متحف بيروت الوطني إلى أقسامه جناحاً حديثا بهندسته ومفهومه فتح أبوابه اعتباراً من الخميس متحدياً ظروف الحرب التي يشهدها لبنان، يشكّل بحسب القيّمين عليه “مساحة فنية وثقافية للأعمال والنشاطات المتعلقة بالتراث اللبناني”.


وبجدرانه الخارجية المبنية بالحجر الرملي، ينسجم المبنى المخصص لهذا الجناح الجديد الذي يحمل اسم رجل الاعمال اللبناني الراحل نهاد السعيد مع الطراز المعماري المبنى القديم، ويشكّل امتداداً له، “لنفخ الروح في معلم وطني بقي صامداً في وجه الحروب والدمار”، بحسب البيان الصحافي لإدارته.


وقالت عضو لجنة جناح نهاد السعيد للثقافة يمنى زيادة كرم لوكالة فرانس برس إنّ فتح أبواب هذا الجناح أمام الجمهور يعبّر عن أن “الثقافة أقوى من كل شيء” رغم الحرب والمعاناة”، إذ استشهد أكثر من 2600 شخص في لبنان منذ بدء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله في أيلول/سبتمبر، غالبيتهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة.


ورأت زيادة كرم أن هذا الجناح “مساحة توفّر للناس متنفساً يتيح لهم تغيير مزاجهم” بفضل “هندسته الجميلة المعاصرة”، والمعرض الذي يحتضنه “وهو بمثابة ممر بين الواقع والخيال”.


ويهدف هذا المتحف بحسب كرم إلى إقامة معارض موقتة للفن الحديث والمعاصر وأخرى تعكس ثراء التراث اللبناني وتشمل “كل أشكاله التي لا تتسع لها مساحة المتحف المحدودة”، كالنسيج و صناعة الحرير والفنون الزخرفية.


ووصف البيان الجناح بأنه “مركز متطور يرسّخ الهوية الوطنية”.


وستخصَص هذه المساحة أيضاً “لأنشطة ثقافية واجتماعية مثل المؤتمرات والطاولات المستديرة وتوقيع الكتب” وغيرها “لدعم المتحف الوطني في بيروت مالياً”.


وأوضحت زيادة كرم خلال جولة للصحافيين في الجناح الجديد أنه “ليس صالة عرض تجارية وليس متحفاً خاصاً” بل سيركّز على “المعارض الجماعية والتعاون مع المؤسسات الثقافية”.


وأشارت كرم إلى أنّ الجناح الذي تكفلت عائلة رجل الأعمال اللبناني الراحل نهاد السعيد تمويله هو في الأساس مبادرة أطلقتها عام 2015 المؤسسة الوطنية للتراث لتأمين مداخيل تساهم في تمويل نفقات المتحف نظراً إلى عدم توافُر الإمكانات الكافية لدى الدولة.


ويحتضن جناح نهاد السعيد إلى أواخر كانون الثاني/يناير المقبل معرضاً موقتاً من تنظيم متحف بيروت للفن عنوانه “بوابات وممرات سفر عبر الواقع والخيال”، يضم تجهيزاً للفنان اللبناني ألفرِد طرزي ومجموعة لوحات مرممة ومنحوتات لفنانين لبنانيين رواد من أمثال سلوى روضة شقير وشفيق عبود وميشال بصبوص من مجموعة وزارة الثقافة.


ويعني هذا المكان كثيراً لطرزي الذي كانت والدته عالمة الاثار تعمل في المتحف. وقال لوكالة فرانس برس إن هذا التجهيز، وهو عبارة عن أبواب خشبية قديمة ونحاسيات وتماثيل صغيرة وثريات برونزية متدلية، بمثابة تحية الى تراث عائلته.


وأضاف: “أنا من عائلة حرفيين وتجار تحف على مدى اجيال أطرح من خلال هذا التجهيز أسئلة حول بقائها”.


وافتُتِح متحف بيروت الوطني عام 1942 وهو المتحف الرئيسي للآثار في لبنان، وأُقفل خلال الحرب اللبنانية (1975-1990) اذ كان يقع بين طرفي بيروت المنقسمة، وأعيد فتحه بعد الشروع في ترميمه عام 1995.