تدخُل الحرب الإسرائيلية المدمّرة على لبنان مرحلة جديدة، عنوانها التدمير العبثي ومواصلة القتل والمجازر. لكن العنوان الثاني، هو ترقب لبناني معتاد لتحرك الخارج، وتحديداً الإدارة الأميركية الجديدة الآتية على صهوة جواد انتصارات دونالد ترامب. لكنَّ التجارب، المؤلمة، تتطلب انتظاراً لحراك ملموس وهادف، وليس الرهان على الآمال فحسب.
فالسلوك العدوان الإسرائيلي المتواصل، ركّز ليل أمس الأربعاء على الضاحية بغارات عنيفة ترددت أصداؤها في قرى عاليه والمتن. أما اليوم الخميس، فاستُهل صباحه باستهداف لسيارة في الجمهور، وتواصل مع استهداف سيارة أخرى قرب حاجز الأولي في صيدا، في وقت عملت فيه بعلبك على لملمة أشلائها ورفع أنقاض المنازل المدمرة على رؤوس أصحابها. هذا فيما تسير المقاومة على السلوك اليومي نفسه، لجهة قصف المدن الإسرائيلية وفي طليعتها حيفا، وقواعده العسكرية، إضافةً إلى المستوطنات الشمالية، بالصواريخ.
وفي الداخل، تتواصل الحركة الدبلوماسية في شكل روتيني، وخجول لبعض سفراء الدول الفاعلة. هذا في وقتٍ لا يزال الهم الأكبر مُحيداً من بعض القوى السياسية، وهو العمل على انتخاب رئيس يواكب المرحلة ويشكل ركيزة لإعادة انتظام المؤسسات الدستورية، ويعمل بالتالي على كبح أشباح الفوضى.
وفي هذا الإطار أطلقَ مفتي الجمهورية صرخةً بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، سعياً لحسم ملف الإنتخابات الرئاسية. فأكَّد دريان أنه "آن الأوان لجميع القوى السياسية ان يحسموا إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولا يمكن ان يبقى لبنان من دون رئيس للجمهورية"، مشدداً أنه "على الجميع أن يتعاونوا من اجل انتخاب رئيس بالسرعة الممكنة وإلا سيبقى البلد مشرعاً على الإحتمالات كافة"