الأخبار: يعترض كثيرون عند الكلام عن موقف وسلوك «القوات اللبنانية» في مواجهة العدوان الإسرائيلي على لبنان. لكن، مع كل نفي من قبل «القوات» لما تقوم به من اتصالات وخطوات، يبادر قادتها إلى التصريح بما هو أدهى.

 

وهذه المرة، لم يعد الأمر يقتصر على قيادات في الفريق المناهض للمقاومة، بل صدر مباشرة عن قائد «القوات» سمير جعجع الذي كان «صريحاً» إلى أبعد الحدود بضرورة الاستفادة من الحرب الإسرائيلية وضرب حزب الله لإعادة «لبنان إلى الوضع الصحيح». وهي «صراحة» دفعت حتى «القوات» نفسها إلى الاستدراك ومحاولة التنصل من هذه التصريحات بزعم أنّ الحديث الذي نشرته وكالة «رويترز» مع جعجع أمس «لا يعبّر في بعض نقاطه بشكل صحيح عما قاله»، وأنّ «الترجمة حرّفت مضمون بعض الأجوبة او افتقرت الى الدقة».

 

ونقلت الوكالة عن جعجع أن حزب الله «يجب أن يلقي أسلحته في أسرع وقت ممكن لإنهاء حربه المستمرة منذ عام مع إسرائيل وتجنيب لبنان مزيداً من الموت والدمار»، مضيفاً أنه «مع تدمير كل البنى التحتية لحزب الله ومخازنه، يتم تدمير قسم كبير من لبنان. هذا هو الثمن».

 

وفي موقف واضح بشأن تصوّره لاستثمار الحرب العدوانية، قال جعجع إن «الضغوط الشديدة التي فرضتها الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تصاعدت وتوسّعت منذ أواخر أيلول لتشمل التوغلات البرية في جنوب لبنان، قدّمت فرصة لإعادة البلاد إلى مسارها الصحيح. وبات يمكننا أن نستفيد من التحديات والأثمان الكبيرة التي ندفعها، لنعيد الوضع إلى طبيعته».


ودعا جعجع حزب الله والدولة اللبنانية إلى «تطبيق الاتفاقات المحلية والقرارات الدولية سريعاً وحل الفصائل المسلحة الخارجة عن سيطرة الدولة»، معتبراً أن «هذا أقصر طريق لإنهاء الحرب، أقل طريق كلفة على لبنان وعلى الشعب اللبناني».


وحول طلب إسرائيل مواصلة الضربات ضد تهديدات حزب الله حتى لو تم الاتفاق على هدنة، قال جعجع إنه يعارض منح إسرائيل «هذا الخيار». لكنه سرعان ما قدّم تبريراً لطلب إسرائيل قائلاً: «إن لبنان لا يملك سوى القليل من القوة لمنعها، خاصة إذا بقيت الذريعة في شكل الوجود المسلح لحزب الله».


وعن التوترات الداخلية، قال جعجع: «لست متخوّفاً من الحرب الأهلية التي يتكلم البعض عنها، ولا أدري لماذا يتكلمون عنها». لكنه سارع إلى التوضيح بأن «النزوح الجماعي للبنانيين الشيعة في الغالب إلى المناطق ذات الأغلبية السنية والمسيحية يمكن أن يثير مشاكل هنا أو هناك في بلد يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية منذ ما قبل الحرب».


وجعجع الذي لا يجد في مقاومة حزب الله ما يفيد في شيء، وفي سياق تبنّيه لسردية العدو عن مجريات الحرب، قال إنه لا يعتقد بأن حزب الله منع القوات الإسرائيلية من السيطرة على أي أرض في جنوب لبنان، مشيراً إلى أن «العقيدة العسكرية الجديدة لإسرائيل هي دخول المناطق وتنفيذ العمليات والمغادرة، وأن المرحلة التالية من الحرب قد تشهد ضرب قرى أعمق في لبنان».