على الرغم من مواصلة رئيس الحكومة المكلف نواف سلام استشاراته لليوم الثاني مع جمهرة من النواب وخاصة المستقلين، فإن القاصي والداني يعرف مكمن العقدة والحل. فباب الثنائي الشيعي معروف، ومفتاحه وزارة المال ووزارات أخرى، ولو خلف معيار "الكفاءة" و"الإختصاص". ووسط الحديث عن أزمات واستحضار محطات تاريخية لصدام المكون الشيعي مع النظام، فإن الأجواء تشير إلى حلول مبنية على قاعدة "التوفيق" بين المعايير، عساها أن تسري على الجميع، لكي يكون "الإصلاح" حقيقة لا شعارات فقط.

وسيكون اللقاء بين سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري غداً الجمعة، هو الفيصل في أشرعة السفينة الحكومية المبحرة وسط الأمواج والعواصف.

 

في هذا الوقت، واصلت الوجوه السياسي للثنائي الشيعي إطلاق المواقف المحذّرة. فالنائب علي فياض أشار إلى أن "التملص المفاجئ من هذه التفاهمات، دون أي إكتراث وبكثير من الإستهانة، إنما يُناقض كل ما يُعلن من مواقف وتطمينات إيجابية".

 

من جهته، كان رئيس الجمهورية جوزاف عون وخلال استقباله شيخ العقل سامي أبي المنى، يأمل بأن ينجح "رئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومة بأسرع وقت، ما يساهم في إعطاء إشارة إيجابية للخارج ونبني جسور الثقة". وقال الرئيس عون: "آمل أن يعي جميع المسؤولين دقة الوضع وحجم الفرص المتاحة امامنا. كل ذلك يتوقف على خيارنا: هل نريد مصلحة شعبنا؟ هذه هي الطريق الواجب علينا سلوكها، اما الارتكاز على المصلحة الشخصية فنتيجته الخراب".

 

إلى ذلك يصل لبنان غداً الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة عمل، تؤشر إلى الجو الدولي الداعم للبنان بعد انتخابات الرئاسة. ومن المنتظر أن تكون مواقف ماكرون معبّرة عن مدى الدعم الذي توفّره القوى الدولية والإقليمية.