أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم في كلمةٍ ألقاها في المؤتمر الدولي الثالث عشر "غزة رمز المقاومة" اليوم السبت، أن القضية الفلسطينية لا تزال في صلب معركة المقاومة، مشيدًا بصمود الشعب الفلسطيني في غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي المدعوم أميركيًا. وقال قاسم إن الانتصار الذي حققه الفلسطينيون في غزة ليس فقط ثمرة تضحياتهم الكبيرة، بل هو بمثابة رسالة للعالم أجمع بأن مشروع الاحتلال الإسرائيلي لن يمر. وافتتح قاسم كلمته بالتحية والسلام، مستعرضًا مواقف حزب الله الثابتة في دعم القضية الفلسطينية، مستذكرًا أهمية الخطوات الجادة التي سعت لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة في سياق صراع طويل بين المقاومة والاحتلال. وأضاف أن طوفان الأقصى قد أحدث تحولًا في المشهد الدولي، مظهرًا تضامنًا واسعًا مع الشعب الفلسطيني، حيث شهدت مدن أميركية وأوروبية تظاهرات ضخمة دعماً لفلسطين. وأشار إلى أن حرب إسرائيل وأميركا على غزة ليست سوى جزء من مشروع أوسع يسعى إلى محو الهوية الفلسطينية والإلغاء الكامل لفلسطين من الخارطة. وقال إن الإمام الخميني (قدّس الله روحه) قدّم رؤية استراتيجية واضحة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي عندما أعلن أن "إسرائيل يجب أن تزول من الوجود"، معتبرًا أن هذا الكيان ليس فقط عدوانيًا بل يسعى إلى إلغاء حقوق الشعب الفلسطيني. وتطرق الشيخ نعيم قاسم إلى دور المقاومة الفلسطينية في إفشال مخطط الاحتلال الإسرائيلي، مؤكّدًا أن الشعب الفلسطيني المقاوم بصموده وتضحياته العظيمة أثبت للعالم أن لديه القدرة على استعادة أرضه، معبرًا عن فخر الأمة في هؤلاء المقاومين الذين لم يتراجعوا أمام آلة القتل الإسرائيلية. وأضاف أن التضحيات التي قدّمها الشعب الفلسطيني أسهمت في إحباط مشاريع الاحتلال، وأن استشهاد العديد من القيادات الفلسطينية مثل إسماعيل هنية، ويحيى السنوار، وآلاف الشهداء والجرحى لم يكن عبثًا بل هو بداية لانتصار المقاومة. كما شدد على أن المقاومة الفلسطينية قد حققت مكاسب استراتيجية ملموسة من خلال الاتفاقات التي أُبرمت مع الاحتلال، مما يشير إلى فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها. وأضاف أن الشعب الفلسطيني سيواصل معركته التحررية، وأن الأجيال القادمة من الأطفال الفلسطينيين سيولدون مقاومين يحملون أمل التحرير. وفيما يتعلق بالدعم الإقليمي، ذكر سماحته أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية كانت ولا تزال من أبرز الداعمين للمقاومة الفلسطينية، بقيادة الإمام الخامنئي الذي قدم كل الدعم العسكري والمعنوي لفلسطين. وأشار إلى أن قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، قدم دماءه من أجل القضية الفلسطينية.                                                                                                                                                                                        وفي السياق، توجّه الأمين العام لـ"حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم إلى "الحالمين بعدائية"، بالقول "ستبقى المقاومة في لبنان عصية على المشروع الأميركي الإسرائيلي، وهي مستمرّة وقوية وجاهزة وأمينة على دماء الشهداء لتحرير الأرض، لتحرير فلسطين". وأضاف: "صبرنا على الخروقات لإعطاء فرصة للدولة اللبنانية المسؤولة عن هذا الاتفاق، ومعها الرعاة الدوليون، ولكن أدعوكم إلى ألا تختبروا صبرنا، وأدعو الدولة اللبنانية إلى الحزم في مواجهه الخروقات التي تجاوزت المئات، هذا الأمر لا يمكن أن يستمر، الاتفاق حصراً هو في جنوب نهر الليطاني، وخرجنا بحمد الله تعالى مرفوعي الرأس والسلاح بأيدي المقاومين والقرار 1701 إطار عام، أما خُطط الاستفادة من المقاومة وسلاحها في نقاش ضمن الاستراتيجية الدفاعية وبالحوار من ضمن الحفاظ على قوة لبنان وسيادة لبنان واستقلاله". وأضاف: "لن يتمكن أحد من استثمار نتائج العدوان في السياسة الداخلية، فالمسار السياسي مُنفصل عن وضع المقاومة". وأشار إلى أن "مساهمتنا كحزب الله وحركة أمل هي التي أدّت إلى انتخاب الرئيس بالتوافق، الرئيس العماد جوزيف عون، ولا يستطيع أحد إقصاءنا من المشاركة السياسية الفاعلة والمؤثرة في البلد، فنحن مُكوّن أساسي في تركيبة لبنان ونهضته، بعض البلهونيات في إبراز إبعادنا عن المسرح هي فُقّاعات ستظهر لاحقاً إن شاء الله تعالى" ثم توجه بالتحية إلى الشعب اللبناني، مشيدًا بما قدمه حزب الله من تضحيات على مختلف الأصعدة، مؤكدًا أن لبنان سيظل داعمًا لغزة ولن يسمح للاحتلال الإسرائيلي بتحقيق أهدافه. كما دعا الدولة اللبنانية إلى الحزم في مواجهة الخروقات الإسرائيلية المترتبة على قرار 1701، مشددًا على أن المقاومة في لبنان لن تكون جزءًا من أي حل سياسي يُراد له أن يعزلها. ختامًا، وجه سماحته تحية إلى جميع أحرار العالم الذين وقفوا إلى جانب فلسطين، مشيرًا إلى أن المواجهة مستمرة على كافة الأصعدة حتى تحرير الأرض الفلسطينية.