الأخبار: المشرق العربي-

واصلت فصائل «الجيش الوطني» المدعومة من تركيا هجماتها على مواقع «قوات سوريا الديمقراطية» في منطقتي سدّ تشرين وجسر قرقوزاق في ريف حلب الشمالي الشرقي، بالتزامن مع قصف الطائرات الحربية والمُسيّرة التركية مناطق اشتباك وبلداتٍ في الشمال السوري، من دون تغيير في خريطة السيطرة.

 

ووسّعت تركيا نطاق هجماتها الجوّية لتشمل عين العرب (كوباني) وصرين في ريف حلب، والكرامة وعين عيسى في ريف الرقة، إضافة إلى استهدافات متكررة للقامشلي وأبو راسين وتلّ تمر في ريف الحسكة.

 

وأفاد بيان صادر عن المركز الإعلامي لـ«قسد»، بتعرّض مناطق سدّ تشرين وجسر قرقوزاق وعين العرب لقصفٍ مدفعي وجوي، مشيراً إلى تنفيذ قوات «قسد» عمليات استهداف لمواقع «الجيش الوطني» وقاعدة تركية، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، بحسب البيان. كما أفاد البيان بـ«مقتل 15 مدنياً وإصابة 24 آخرين (بينهم نساء وأطفال) جرّاء هجمات طائرات مُسيّرة تركية»، منها غارة على سوق شعبي في صرين جنوب عين العرب (كوباني).

 

من جهته، وصف القائد العام لـ«قسد»، مظلوم عبدي، الهجمات التركية بأنها «تعيق جهود استقرار وبناء سوريا»، مؤكداً سعي «قسد» للعب «دور فعّال وكبير في سوريا الجديدة»، معتبراً أن «المرحلة الجديدة تقابلها تحدّيات كبيرة، تولّد المخاوف لدى عموم الشعب السوري».

 

كما أشار عبدي إلى وجود «تنسيق مستمرّ مع الإدارة الجديدة»، واتّهم جهاتٍ لم يسمّها، بمحاولة إشعال اقتتال بين «قسد» وتلك الإدارة، معرباً عن ثقته بفشل هذه المخطّطات. وأضاف عبدي أن هناك «توافقاً مع الإدارة الجديدة حول مستقبل سوريا وطبيعة قوّات قسد في الجيش المستقبلي، ووحدة الأراضي السورية، ورفض التقسيم، وضرورة تفعيل الحوار والحل السياسي».

 

مصير المفاوضات بين الإدارة و«قسد» مرهون بدعم ترامب للأخيرة وقراره سحبَ القوات الأميركية أو إبقاءَها

على أن مصادر مختلفة ترى أن «مصير المفاوضات بين الطرفين مرتبطٌ بحجم الدعم الذي قد تقدّمه إدارة (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب لقسد، وقرارها النهائي بشأن الانسحاب من سوريا أو الإبقاء على قوّاتها في قواعد في دير الزور والحسكة».

 

وفي هذا السياق، نقلت «هيئة البث الإسرائيلية» عن مسؤولين في «البيت الأبيض»، إشارتهم إلى رغبة ترامب في سحب آلاف الجنود الأميركيين من سوريا، ما أثار «قلقاً إسرائيلياً»، حيث يُتوقّع أن «يؤثر الانسحاب على القوات الكردية».

 

لكنّ مسؤولاً في «البنتاغون» عاد وأكّد التزام واشنطن «بهزيمة تنظيم داعش، واستمرار دعم قوات سوريا الديمقراطية، ومكافحة الإرهاب».

 

بدوره، اعترف وزير الخارجية التركي، حقان فيدان، بوجود خلافات مع واشنطن حول الملف السوري، لكنه أكّد وجود «تواصل وثيق مع إدارة ترامب، على أعلى المستويات».

 

وفي سياقٍ متصل، تشير مصادر مطّلعة، لـ«الأخبار»، إلى أن «ممثّلي القوات الأميركية يبدون اهتماماً كبيراً بضرورة ضمان أمن المخيمات والسجون التي تضم عناصر وعوائل تنظيم داعش».

 

وفيما لا تزال نوايا ترامب النهائية حول البقاء في سوريا أو الانسحاب منها، غامضة، تتوقّع المصادر «إبقاء القوات الأميركية أشهراً إضافية لضمان عدم عودة التنظيم، وتشكيل حكومة سورية جامعة لجميع المكوّنات السورية».

 

وفي موازاة ذلك، وضمن مساعي «مجلس سوريا الديمقراطية» لتعزيز تقاربه مع «المكوّنات» السورية، زار وفد من المجلس محافظة السويداء، والتقى شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز، حكمت الهجري. وناقش الجانبان – وفق بيان المجلس – «تعزيز السلم الأهلي ورفض دائرة العنف والاقتتال»، وشدّدا على «أهمية وحدة الأراضي السورية كأولوية لا بديل عنها».

 

وأضاف البيان أن «اللقاء تناول الرؤى المستقبلية للطرفين لبناء دولة سوريّة جديدة تقوم على أسس مدنية وديمقراطية»، مع التأكيد على «مبدأ المواطنة المتساوية، وفصل السلطات لضمان عدالة المؤسّسات وحياديتها».

 

كذلك، شدّد المجتمعون على «ضرورة تسليم السلاح للدولة ممثّلة بالجهات القانونية، بعد تشكيل حكومة انتقالية شاملة، ووقف كامل للقتال في جميع أنحاء البلاد».