
في حين تعمل بعض الأعضاء، مثل المخ، بشكل مستمر، يمكن لأنسجة الجسم الأخرى، مثل العضلات والدهون، أن تدخل في حالة غير نشطة.
وتكون العضلات غير نشطة عادة إلا أثناء ممارسة الرياضة، وينشط نوع خاص من الدهون - يسمى الدهون البنية - فقط في البرد للمساعدة في تدفئة الجسم.
مفهوم شائع
وفق موقع Live Science، عندما يكون الشخص في وضع الاستعداد، تحرق العضلات والدهون عدداً قليلاً جداً من السعرات الحرارية، وبالتالي يكون لهما تأثير ضئيل على فقدان الوزن.
لكن هناك فكرة مفادها أنه إذا قام الشخص ببناء عضلاته من خلال ممارسة الرياضة، فإن هذه العضلات الأكبر حجماً ستحرق المزيد من السعرات الحرارية طوال اليوم. ويترتب على ذلك أن الشخص الذي لديه نسبة عضلات إلى دهون أعلى سيحرق سعرات حرارية أكثر بكثير أثناء الراحة من شخص لديه نسبة أقل.
حرق العضلات للسعرات الحرارية
السعرات الحرارية هي وحدات طاقة من الطعام تعمل على تشغيل كل عملية جسدية، ويخزن الجسم فائضاً منها على شكل دهون. ويتم تكسير معظم السعرات الحرارية بواسطة الأعضاء النشطة باستمرار، مثل المخ والقلب والكلى والكبد، حيث يحرق كل منها 20 ضعف السعرات الحرارية التي تحرقها العضلات الهيكلية المسترخية.
في الوقت نفسه، تستخدم العضلات غير النشطة والدهون البنية القليل من الطاقة. إذ يحرق كل نصف كيلوغرام من العضلات المسترخية 6 سعرات حرارية ونفس الكمية من الدهون تحرق سعرين حراريين في اليوم.
لكن لأن العضلات هي واحدة من أكثر الأنسجة وفرة في الجسم، فيمكنها أن تحرق عدداً كبيراً من السعرات الحرارية عند استخدامها.
التمرينات الرياضية
نتائج إحدى الدراسات كشفت أن الرجال، الذين قاموا بتدريبات المقاومة باستخدام أنظمة هيدروليكية أحرقوا أكثر من 12.6 سعرة حرارية في الدقيقة، والرجال الذين ركضوا على جهاز المشي أحرقوا ما يقرب من 9.5 سعرة حرارية في الدقيقة - وهذا يتراكم بسرعة.
بالمقارنة، يحرق نصف كيلو غرام من العضلات أثناء الراحة 0.004 سعرة حرارية فقط في الدقيقة. مع ضرورة ملاحظة أن نتائج بعض الدراسات تشير إلى أنه عند ضبط كتلة الجسم، لا يوجد فرق كبير في حرق السعرات الحرارية أثناء التمرين بين الجنسين.
تمارين كارديو
قال إدوارد ميريت، اختصاصي علم الحركة في جامعة ساوث ويسترن الأميركية، إن "أفضل طريقة لحرق السعرات الحرارية في أي جلسة (تمرين) معينة هي بالتأكيد تمارين القلب والأوعية الدموية"، موضحاً أن الكثيرين لا تتوفر لهم الفرصة للقيام بتمارين كارديو المكثفة عدة مرات في الأسبوع.
لذلك زعم أن تدريب المقاومة - الذي ينمي العضلات عن طريق وضعها تحت التوتر - هو نهج أكثر استدامة.
مفهوم خاطئ
غير أن ميريت حذر من المفهوم الخاطئ بأن العضلات التي تكبر تزيد من عملية حرق السعرات الحرارية في الأنسجة، حتى في حالة الراحة.
كما قال غريغوري شتاينبرغ، باحث في مجال التمثيل الغذائي في جامعة ماكماستر الكندية، إنه "إذا قام الشخص برفع الأثقال ثم جلس على الأريكة، فإن هذه العضلات لا تحرق بالضرورة الكثير من السعرات الحرارية"، شارحاً أنه "إذا كان لدى الشخص المزيد من العضلات، فسوف يحرك أيضاً المزيد من الوزن، وسيحرق المزيد من السعرات الحرارية لأنه يقوم بمزيد من العمل".
رفع الأثقال
ميريت أضاف أن نمو العضلات من خلال تدريبات المقاومة يمكن أن يساعد الأشخاص على حرق المزيد من السعرات الحرارية عند ممارسة الرياضة.
ويرجع ذلك جزئياً إلى أن العضلات الكبيرة تميل إلى امتلاك المزيد من الألياف السريعة الانقباض التي تستهلك الكثير من السعرات الحرارية، والمتخصصة في رفع الأثقال، بدلاً من الألياف البطيئة الانقباض المصممة للتحمل.
حرق الدهون للسعرات الحرارية
إن معظم الدهون في الجسم هي "دهون بيضاء"، وليست مفيدة لحرق السعرات الحرارية. فهي تخزن السعرات الحرارية في الغالب، وتعزل الأعضاء وتفرز الهرمونات التي تنظم الجوع.
لكن البشر لديهم أيضاً "دهون بنية"، والتي تحرق السعرات الحرارية لتنظيم درجة حرارة الجسم في البرد. وقد دفع هذا البعض إلى القفز على اتجاه "حمام الثلج"، والذي يتضمن غمر الجسم في الماء البارد سعياً وراء فوائد مختلفة، بما يشمل حرق السعرات الحرارية.
الدهون البنية
إلا أنه عند المقارنة بين كفاءة حرق الدهون البنية والعضلات للسعرات الحرارية، فإن النتائج ليست مبهرة. حيث إن الدهون البنية تحرق سعرتين حراريتين فقط في اليوم عندما تكون غير نشطة، و20 سعرة حرارية إضافية خلال 90 دقيقة من التعرض للبرد. ويمكن حرق نفس العدد من السعرات الحرارية خلال دقيقتين من التمارين التي تنشط العضلات.
وأضاف شتاينبرغ أنه ربما لا يملك البعض ما يكفي من الدهون البنية للاستفادة منها في إنقاص الوزن، مردفاً أن معظم الدراسات حول استجابة الدهون البنية للبرد أجريت على القوارض. وأكد أن القوارض لديها دهون بنية أكثر مقارنة بالبشر لتعويض أجسامها الصغيرة التي تفقد الحرارة بسهولة.
حمامات الثلج
شتاينبرغ رجح أن حمامات الثلج ربما تحرق سعرات حرارية إضافية عن طريق إحداث الارتعاش، بدلاً من تنشيط الدهون البنية.
وبدلاً من أخذ حمامات ثلجية، يمارس بعض الأشخاص التمارين الرياضية في درجات حرارة باردة، لكن ميريت نبه من هذه الممارسة قائلاً: "إذا أصبح الطقس بارداً للغاية، فإنه يحد من تدفق الدم في الجسم إلى المناطق التي يمكن أن يحتاج إليه وتحد من قدرة الشخص على أداء التمرين".
التمثيل الغذائي
هناك عامل غير مفهوم تماماً وهو أن الأشخاص الذين يمارسون تمارين رياضية شاقة يميلون إلى امتلاك المزيد من الدهون البنية، مقارنة بالأشخاص الذين يمارسون تمارين رياضية أقل.
ويمكن أن تستكشف الأبحاث المستقبلية كيف تؤثر التمارين الرياضية على وفرة الدهون البنية وكيف يؤثر ذلك على عملية التمثيل الغذائي.