الوطن السورية: اعتبر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن من يفكر بإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، هو شخص واهم، لا يعرف تاريخ روسيا ولا الشعب الروسي.

 

وقال بوتين خلال تسلمه أوراق اعتماد سفراء أجانب في الكرملين أمس: «فيما يخص أوكرانيا، إنه لأمر خاطئ للغاية المسار العدائي الذي اتخذته عدد من الدول الغربية نحو تصعيد وإطالة أمد الصراع الأوكراني، بهدف إلحاق هزيمة استراتيجية ببلدنا».

 

وشدد على أن روسيا لا تسعى إلى المواجهة مع الغرب، وتأمل أن تتبنى أوروبا نهجاً «عقلانياً» للتعاون مع موسكو. مضيفاً: «روسيا كانت وستظل ملتزمة دائماً بالتعاون المتبادل المنفعة، ولا تسعى إلى المواجهة مع أي من الدول الأوروبية، نثق في أن النهج العقلاني والمتوازن للتعاون مع روسيا سوف يسود مرة أخرى، من أجل الشراكات ذات المنفعة المتبادلة، والتبادلات الثقافية، لاسيما التعاون في حل القضايا الدولية والإقليمية الملحة».

 

الرئيس الروسي أشار إلى أن بلاده تبذل جهوداً فاعلة لمنع تحول الصراع في الشرق الأوسط إلى حرب كبيرة، مؤكداً أن تحقيق أي تسوية مستدامة في الشرق الأوسط يجب أن يستند إلى أساس قانون دولي.

 

وقال: «نحن على قناعة بأنه لا يمكن تحقيق تسوية مستدامة وطويلة الأجل في الشرق الأوسط إلا على أساس قانوني دولي معترف به عموماً»، وشدد على أن الشرط الأساسي لاستعادة السلام في المنطقة سيكون بإقامة دولة فلسطينية، أقرتها قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة.

 

في الغضون، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في تصريح لوكالة «نوفوستي»: إن أوكرانيا تعتبر عنصراً أساسياً في الحرب الهجينة التي يشنها الغرب ضد روسيا، وأضاف رداً على سؤال حول مستقبل العلاقات بين البلدين على خلفية الانتخابات الأميركية: «يتركز التوجه المناهض لروسيا والمعادي للروس في السياسة الأميركية، على إجماع سياسي داخلي وله طبيعة حزبية، وينظر إلى أوكرانيا هناك على أنها عنصر أساسي في الحرب الهجينة التي تم إطلاقها ضد روسيا.

 

وذكر الوزير الروسي أنه «لا داعي لأخذ ما يقوله المرشحان في الانتخابات الأميركية، على محمل الجد في خضم الجدل الانتخابي»، وعند حديثه عن الشرط الضروري للحوار المتساوي مع الولايات المتحدة، قال لافروف: إن «روسيا مستعدة لإجراء حوار متساوٍ مع الولايات المتحدة إذا أظهرت واشنطن جدية نياتها في التفاوض بنزاهة، على أساس الاعتراف بالمصالح الوطنية الروسية، موقفنا كما صاغه الرئيس فلاديمير بوتين معروف جيداً: نحن مستعدون لإجراء حوار متكافئ إذا أظهر الجانب الأميركي نيات جادة للتفاوض بأمانة، على أساس الاعتراف بالمصالح الوطنية الروسية ومبدأ المعاملة بالمثل».

 

لافروف حذر «ناتو» من أي عدوان ضد موسكو، وقال: إن أحداً لن يسلم من التبعات فيما وراء المحيط الأطلسي أو بحر المانش.

 

وتابع: «يجب ألا يخطئ خصومنا في تقدير ما يمكن أن يسفر عنه أي عدوان على بلادنا، حيث ستتخذ حينها إجراءات انتقامية مناسبة بما يتوافق تماماً مع حق روسيا السيادي في الدفاع عن النفس واستخدام أي وسيلة لضمان أمنها، ولن يأمن أحد فيما وراء المحيط الأطلسي أو بحر المانش».

 

وأشار لافروف إلى أن موسكو تضع في اعتبارها أن «ناتو» لم يخفف سياسته العدوانية تجاه روسيا لفترة طويلة، مؤكداً أن استراتيجيات الحلف تصف موسكو بأنها «التهديد الأكثر أهمية ومباشرة للأمن»، فيما تتحدث قيادة «ناتو» باستمرار عما تزعمه من «خطط روسيا لمهاجمة بعض الدول الأعضاء في السنوات المقبلة».