لم يمض قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق المساعدات العسكرية لأوكرانيا عقب المشادة الكلامية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينيسكي في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، مرور اتلكرام.

لا سيما أن هذا القرار يضع يضع مزيدا ضغوطا على زيلينسكي للإنخراط في محادثات سلام مع روسيا، ويفاقم قلق الاتحاد الأوروبي.

فقد أثار بعض الانتقادات من قبل نواب وسياسيين ومحللين أميركيين.

ولم يقتصر على النواب الديمقراطيين، بل وجهت له سهام الانتقادات من قبل بعض الجمهوريين أيضاً.

إذ اعتبر النائب مايك لولر (جمهوري من نيويورك) أن "وقف الدعم لأوكرانيا من شأنه أن يعرض استقرار أوروبا والعالم الحر للخطر".

كما رأى في تغريدة على حسابه في منصة إكس اليوم الثلاثاء، أنه على الإدارة الأميركية أن تكون واقعية وأن تحمي مصالح أميركا في الخارج.

"بين الديمقراطية والدكتاتورية"
من جهته، أكد النائب دون بيكون (جمهوري من نبراسكا) أنه على الولايات المتحدة أن تقف بشكل لا لبس فيه في صف الطرف المحق و"الجيد" في إشارة إلى كييف. وقال في مقابلة تلفزيونية شاركها على منصة إكس:" من المؤسف أن إيران وكوريا الشمالية والصين لا توقف مساعداتها العسكرية ودعمها الاقتصادي مؤقتاً لموسكو"

كما رأى أن هناك " ديمقراطية ودكتاتورية، هناك دولة تريد أن تكون جزءا من الغرب ودولة تكره الغرب" في إشارة إلى روسيا. وقال: "يجب أن نكون بشكل لا لبس فيه للجانب الجيد".

"عمل انتقامي"
كذلك انتقدت السيناتور الأمريكية جين شاهين، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي، القرار الذي وصفته بالعمل الانتقامي

"وأكدت أن تجميد المساعدات العسكرية لأوكرانيا، عمل خطير ومخزي، معتبرة أن ترامب فتح الباب على مصراعيه أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتصعيد عدوانه العنيف ضد الأوكرانيين.

كما حذرت من عواقبه الوخيمة والمدمرة، وحثت الإدارة على التذكر بأن "قيم أميركا تكمن في العالم الحر، وليس المستبدين والدكتاتوريين القتلة" حسب قولها.

"فرقعة الشمبانيا"
إلى ذلك، أثار القرار غضب مؤيدي كييف الذين حذروا من أن وقف المساعدات سيؤدي إلى إطالة أمد الحرب، وليس تسريع عملية السلام. وقال ميكولا مورسكيج، مدير المناصرة في منظمة رازوم لأوكرانيا: "إن وقف المساعدات العسكرية لكييف يضر بشكل لا يصدق بالولايات المتحدة ويكافئ خصومها"،وفق ما نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"

كذلك أضاف "أستطيع أن أسمع فرقعة الشمبانيا في موسكو وبكين وطهران."

في المقابل، أيدت النائبة ماري ميلر (جمهورية من إلينوي) قرار ترامب. وقالت في تغريدة على إكس: إذا كان زيلينسكي يريد مواصلة حرب لا نهاية لها، فليفعل ذلك بنفسه. فالولايات المتحدة لن تشارك بعد الآن في هذا الصراع الذي أدى إلى مقتل الآلاف." وأردفت مؤكدة أن الوقت حان لارساء السلام.

تجميد مؤقت
وكان البيت الأبيض أعلن مساء أمس الإثنين تجميد المساعدات العسكرية الأميركية لكييف. بينما أوضح مسؤول في البيت الأبيض أن قرار التجميد مؤقت، وأنه يطال مساعدات عسكرية تم إقرارها في عهد الرئيس السابق جو بايدن، وسبق لكييف أن تسلّمت جزءاً كبيراً منها بينما الجزء المتبقّي لم تتسلّمه بعد، وهو يشمل أعتدة وأسلحة.

جاء ذلك بعدما جدد ترامب أمس انتقاداته للرئيس الأوكراني،معتبرا أن عليه "أن يكون أكثر امتنانا" للولايات المتحدة.

كما أتى بعد المشاجرة غير المسبوقة التي اندلعت، الأسبوع الماضي، أمام مرأى العالم بين الرئيسين الأميركي والاوكراني، إثر أسابيع من التوتر والانتقادات بين الرجلين، لاسيما بعد اتصال ترامب بنظيره الروسي، واللقاء الذي عقد في الرياض الشهر الماضي (فبراير) بين وفدين روسي وأميركي.