في استجابة لشكاوى المواطنين المتكررة، انطلقت عمليات اصطياد الخنزير البري في عدة مناطق قروية وشبه حضرية مصنّفة ضمن “النقاط السوداء” لشهر نوفمبر، وتستمر حتى سبتمبر 2025، بمشاركة قنّاصين محترفين من جمعيات مختلفة في إطار برنامج “تنظيم الخنزير البري بالنقاط السوداء”. وفقًا لتصريحات من الوكالة الوطنية للمياه والغابات، تم تحديد 342 نقطة سوداء هذا الموسم لإجراء عمليات الاصطياد، ومن المتوقع أن تستهدف هذه العمليات ما يصل إلى 11 ألف خنزير، كما حدث في السنوات السابقة. وتأتي هذه العمليات استجابة لمطالب السكان، خاصةً في المناطق الريفية، حيث يؤثر انتشار الخنازير البرية سلبًا على الزراعة ويعيق تحركات المواطنين اليومية، مما يدفعهم للمطالبة بتكثيف عمليات الإحاشة للحد من تكاثرها. وفي هذا السياق، أشار محمد السعيدي، رئيس شعبة القنص وتدبير الوحيش بالوكالة الوطنية للمياه والغابات، إلى أن عدد النقاط السوداء التي تم تحديدها هذا العام أقل بقليل من العام الماضي الذي شهد تحديد 360 نقطة. وأكد على إمكانية إضافة نقاط جديدة إذا تبين أن كثافة الخنازير تستدعي ذلك. وذكر السعيدي أن عملية الاصطياد تتم على مدار العام، باستثناء بعض الأشهر مثل أكتوبر، المخصص لصيد الحجل. كما أوضح أن هذه العمليات لا تشكل تهديدًا على التنوع البيولوجي، إذ أن الخنازير تتكاثر بسرعة ملحوظة، حيث تُنجب الأنثى عشرة صغار في الولادة الواحدة. وفي تصريح آخر، نفى السعيدي أن تكون الإدارة المغربية قد أطلقت الخنازير البرية في أي منطقة، وأكد أن انقراضها غير محتمل بسبب قدرتها العالية على التأقلم والبقاء. وأوضح أن الهدف من البرنامج هو الحد من أعدادها في المناطق المسيجة التي لا تتناسب مع وجودها. وأضاف السعيدي أن البرنامج يعتمد على أسس علمية تتبع المعايير الأمريكية والأوروبية في تحديد “النقاط السوداء”...