صوت سوس : عبد اللطيف بركة يُعتبر مشروع المرآب تحت الأرضي “الإنبعاث” في مدينة أكادير واحدًا من المشاريع الملكية الطموحة التي كان يُفترض أن تُحدث نقلة نوعية في البنية التحتية للمدينة، وتحلّ مشكلة الازدحام المروري في المنطقة السياحية. لكن بعد أكثر من عام من تدشينه، يجد هذا المشروع نفسه عرضة للإهمال، ما يثير تساؤلات حول فعالية تنفيذ المشاريع الكبرى في المغرب، خاصة تلك التي تمول من قبل الدولة. المشروع الذي بلغت تكلفته 90 مليون درهم (9 ملايير سنتيم)، يتألف من طابقين تحت الأرض ويستوعب 600 سيارة. كان الهدف منه توفير مواقف مجانية للسكان في البداية، ثم فرض رسوم رمزية بعد شهر من التشغيل. و وُضع المشروع في قلب أكادير، بالقرب من المعالم السياحية المهمة، ليخدم الساكنة والزوار على حد سواء. كما كان من المتوقع أن يُسهم في تخفيف الازدحام خلال فترات الذروة الصيفية. ومع ذلك، فإن الواقع اليوم يختلف تمامًا عن الطموحات التي وُضعت للمشروع. فعلى الرغم من الدعاية الكبيرة التي صاحبت تدشينه في مايو 2023، فإن هذا المرآب ظل مغلقًا لفترات طويلة، ولم يُستغل كما كان مخططًا له. بل وظهر المشروع في حالة مزرية، مع غياب الصيانة والنظافة، ما جعل من الصعب تصديق أنه مشروع حديث من الجيل الجديد للمرائب الذكية. تزايدت الانتقادات من قبل الفاعلين المحليين والمتابعين للشأن الترابي، الذين أشاروا إلى أن المشروع لم يحقق أيًّا من الأهداف التي كان يُفترض أن يخدمها. ففي الوقت الذي كان من المفترض أن يسهم المشروع في تحسين حركة السير وتوفير مواقف سيارات إضافية، وجد العديد من المواطنين أنفسهم أمام مرآب مهجور وعاجز عن تقديم الفائدة المرجوة. لا شك أن مثل هذه المشاريع تُعتبر من الأولويات...