الجالية المغربية…مآل يوم !!
عقدان من الزمن المغربي قد مرا إلى حد الان، على إقرار العاشر من غشت من كل سنة يوما وطنيا للجالية المغربية المقيمة بالخارج من طرف جلالة الملك محمد السادس سنة ٢٠٠٣. حينها كان للجالية قطاع ووزيرة منتدبة لدى وزير الخارجية والتعاون السيدة نزهة الشقروني، وكان بالخارجية قامتين محمد بنعيسى والطيب الفاسي الفهري وفي اول احتفال بهذا اليوم الوطني أوفد الوزير الاول انذاك ادريس جطو ستة عشر وزيرا لستة عشر جهةٍ اقتصادية، مرفوقين بنفس العدد من المسؤولين بوزارة الخارجية لا يقلون عن درجة مدير مركزي، انتدبهم وزير الخارجية والتعاون لترؤس صحبة ولاة الجهات ،اللقاءات والأنشطة المبرمجة بهذه المناسبة الهامة. وكان من نصيبي ان أرافق الاستاذ محمد اليازغي شافاه الله وزير اعداد التراب الوطني والبيئة انذاك إلى مدينة طنجة لترؤس اللقاء بالجهة بمعية الوالي المرحوم محمد حلب، ومن بين من تدخلوا ذلك الصباح لتقديم ما توفره جهة طنجة من إمكانيات للاستثمار وانجاز المشاريع ،شاب حديث التعيين بمرفق جديد انذاك ،أطلق عليه المركز الجهوي للاستثمار. وكانت مداخلته غنية بالمعطيات والمعلومات وبطريقة سلسة .كما طاف بالوفد الرسمي وبالخصوص بالمقر الجديد وهو يجيب على تساؤلات وزير اعداد التراب الوطني والبيئة والوالي. وفي لحظة همس سي محمد اليازغي وأنا بجانبه (هاد الشاب على بال تبارك الله) لم يكن ذلك الشاب إلا عبد الوافي لفتيت وزير الداخلية الحالي.

ماذا بقي من هذا اليوم الوطني للجالية المغربية الان ؟

عندما احدث هذا اليوم فقد شكل في حينه ممارسة جيدة تم الإشادة بها في كل الدول التي لها جاليات بالخارج وجاء ليعزز تجربة عملية “مرحبا “التي كانت قد أطلقت سنة 2001 ،اضافة إلى احداث قطاع حكومي خاص بالجالية سنة 2002 ،بعدما كان قد مرت عشر سنوات بدون بنية ادارية وسياسية خاصة بمغاربة العالم ، وتم إغناء هذا المد بأحداث المجلس الاستشاري للجالية المغربية المقيمة بالخارج .

ولعل الإرادة الملكية من احداث هذا اليوم كانت غايتها هو خلق دينامية ادارية ومجتمعية قوامها ان قضايا الجالية هي قضايا أفقية عرضانية ذات بعد مجالي ،وثقافي .وتهم كل المرافق الإدارية والثقافية والدينية في تنوعها وتسلسلها وكذلك البنيات المدنية من جمعيات وغيرها ،وتهم ايضا المواطن العادي بالمدن والقرى . فالأمر يتعلق ب 10% من المغاربة .


لكن مند ذلك الحين والى الآن والمسؤولين سواء في بلاغاتهم الرسمية او في مواقع مؤسساتهم الاليكترونية أو تصريحاتهم الإعلامية اصبحو يتحدثون عن اليوم الوطني للمهاجر وليس اليوم الوطني للجالية المغربية المقيمة بالخارج مع ان البون بينهما شاسع لا على مستوى الدلالة أو الحمولة او السياق .كما انه تم التخلص مركزيا من هذا اليوم من خلال إبعاده إلى الولاة والعمال (وكل واحد وجهده) بدون لا رؤية استراتيجية ولا برنامج مرحلي ولا رزمة من الأفكار والأنشطة حتي يحصل الانسجام حولها .

عشرون سنة مرت بدون تراكم عشرون سنة من التجريب عشرون سنة من التردد . يقينا ان هذا التردد لا يعود إلى الكفاءة التقنية للأطر الإدارية التي راكمت تجربة من شأنها الإبداع والانصهار في رؤية استراتيجية إن وجدت . اطر من شأنها تنزيل أهداف إن بلورت وتفعيل خطة طريق إن رسمت.

نحن الآن على بعد سنتين من الخطاب الملكي السامي لعشرين لعشرين غشت 2022 الذي طرح اسئلة كبرى لا يمكن الإجابة عليها إلا بحوار مجتمعي تكون الجالية قطب الرحى فيه.

اعتقد جازما ان الجالية المغربية المقيمة بالخارج ثروة وطنية يتم إهدارها بالتدبير الهاوي وبالانشطة الموسمية .فالثابت علميا أن .la main qui tremble ne construit pas